الصمود الفلسطيني في وجه التهجير صمود اسطوري يسجله التاريخ وبسبب عوامل التعرية قد يقع المحظور، والفزعات لا تسعف الموقف. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

 الصمود الفلسطيني في وجه التهجير صمود اسطوري يسجله التاريخ وبسبب عوامل التعرية  قد يقع المحظور، والفزعات لا تسعف الموقف.

بقلم مروان سلطان.       فلسطين

18.2.2025

—————————————

منذ وطئ الاحتلال ما تبقى من فلسطين على ارض وحدود 1967، بدئت معه معركة الصمود والتحدي ، لقد قارع الشعب الفلسطيني الاحتلال ، ودافع عن وجوده وارضه وثبت في وجه كل المحاولات التي حاولت ان تزعزع صموده ووجوده على هذه الارض، وكان الشهداء والاسرى والهدم والملاحقات، الاحتلال لم يكل ولم يمل في تنفيذ برامج وسياسته، والفلسطيني صامد في وجه الاحتلال ومحاولته النيل منه وطرده من ارضه. الاحتلال الاسرائيلي تعامل مع الفلسطينيين بموجب سياسات الاحتلال والقوانين المختلفة التي خضعت لها المنطقة واهمها القانون البريطاني والاردني والاسرائيلي مؤخرا، لدرجة ان الاحتلال كان يختار اللوائح التي تلائم اهدافه اكثر ليتم تطبيقها من هذه القوانيين. كانت محاولات الاحتلال وما زالت تهدف الى قرصنة الارض والاستيلاء عليها. 

الدعوة الى تهجير الفلسطينيون والرقص على هذه الانغام ، منذ مجئ ترامب الى البيت الابيض ومانها العصا السحرية التي ستاخذ الفلسطينين من ارضهم الى شتات الارض وأصقاعها، هو حلم الصهيونية ، وكان الفلسطيني حقيبة جاهزة للسفر . قد يتحقق شيئا من هذا امام المحاولات الاسرائيلية ، لكن هذا ليس عنوان للاستقرار والسلام الدولي من جهة ، واسرائيل التي لا تريد ان ترى الفلسطيني على الارض من جهة اخرى. في ظل هذه السياسات لا يبشر ابدا ان ترى المنطقة الاستقرار والسلام.

على هذه الارض ، دفن الاباء والاجداد، وعلى هذه الارض ارتقى الشهداء ، وعلى هذه الارض ازهر العنب والزيتون والبرتقال. هنا استشهد عبد القادر الحسيني من اجل عيون القدس وهنا ارتقى الجنود والضباط الاتراك والعراقيون والاردنيون والمصريون واليمنيون والسعوديون والليبيون.  هنا اقيمت الحواري باسماء الجاليات الاي جاءات الى القدس من الارمن والمغاربة والاقباط وغيرهم. الم يستشهد ياسر عرفات هنا وهو الحاصل على جائزة نوبل للسلام، الم يرتقى الوزير زياد ابو عين من اجل الارض، هنا الم يثني الوزير عساف ان يحمل على ظهره المعونات لابنا الخان الحمر وهنا وهنا الكثير الكثير .

 لقد كان هم الاحتلال الدفع في المناطق التي تسمى ج بالفلسطينين الى مراكز التجمعات الفلسطينية الكبيرة ، وهي التي تريد اسرائيل ضمها الى اسرائيل مع المستوطنات الاسرائيلية ، وافراغ اماكن سكناهم والاستيلاء عليها. الاجراءات الاسرائيلية اتبعت سياسة التدحرج ككرة الثلج لتكبر وتتسع رويدا رويدا حتى وصلت الى الى حد القتل المتعمد لاصحاب الارض وكان احدهم الشيخ سليمان الهذالين ، سقط عندما صدمه جيب عسكري احتلالي وارتقى الرجل شهيدا بعد مسيرة من النضال الطويل في مقارعة سياسة الاحتلال والتهجير. واخطر ما واجهه الشعب الفلسطيني في تلك المناطق وهم من المزارعين والرعاة الذين قضوا حياتهم في تربية المواشي في البرية الفلسطينية، هو عدم اعتراف الاحتلال بالامتداد الطبيعي لهؤلاء المزارعين، فلا يسمح لهم بالامتداد على هذه الارض وتشيد المنشاءات السكنية والرعوية منها، ولم يسمح باقامة اي من الخيم والبركسات للسكن فيها واذا تم ذلك يقدم الاحتلال فورا على هدمها، ولا يرخص لهم اضافة اية منشات. كما ارهقهم الاحتلال في الدعاوي القضائية التي تقدموا بها الى المحاكم الاسرائيلية لوقف اجراءات الهدم والترحيل ، قصة لا يصدقها عاقل ، لما فيها من تعقيدات اصابت حياة الفلسطينيين بالكدر. كما واجه السكان الذراع الثاني للاحتلال وهو الاستيطان والمستوطنون الذين لهم في كل يوم قصة ، وانتهاك لمسيرة حياة الفلسطينيين، حيث عمل الاستيطان على الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين، ومضايقتهم في معيشتهم ، وحركتهم وارزاقهم. لدرجة انهم استولوا على الاغنام ، وقتلوا الكثير منها وسمموا الابار وردموا كثيرا منها، واتلفوا الزرع فاضحت الناس في ضائقة كبيرة.

الصمود الفلسطيني اسطوري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بعض الذي عانوه الفلسطينيون رصدته كاميرات الاعلام ، والبعض رواه الشهود ، وابناء المقاومة الشعبية، ولكن كثيرا مما يعانيه ابناء المناطق الرعوية لم يذكر وبقي طي الكتمان.  لقد كانت جهود السلطة الفلسطينية تعمل بخطى حثيثة وتقدم لهم المعونات في مجالات التعليم والصحة وتعزيز الصمود ، ورغم معاناة التنقل والحواجز الا ان ذلك لم يثني العزم على اسنادهم ، واسهمت المؤسسات الدولية في دعم صمودهم وثباتهم، لكن كل ذلك امام الهجمة الاسرائيلية الواسعة ، لا  يعني شيئا ، اذ تتعطل وتتوقف امام حملة اسرائيلية مضادة او هجمات المستوطنين.

عوامل التعرية التي يسببها الاحتلال هي اقوى بكثير من اجراءات قد تفرضها دول الطوق على دولة الاحتلال، ذلك بسب بسيط الامكانات الاسرائيلية كبيرة وقد تتخطى قيام الممرات التي يمكن توجيهها عبر الاردن ومصر، دعونا لا ننسى عندما قررت اسرائيل ان تفتح مطار رامون جنوب فلسطين 🇵🇸 امام الفلسطينيين في مواجهة خروج الفلسطينيين عبر مطار الملكة علياء الدولي، من سيمنعها؟  او قررت استعمال الموانئ البحرية لها حال ان اقدمت على التجهيزات لاخراج الفلسطينين من الضفة الغربية او قطاع غزة. اسرائيل لماذا اقدمت على تدمير قطاع غزة، ولماذا هي اقدمت على تدمير اجزاء كبيرة من مخيمات الشمال في الضفة الغربية؟ انه قرار بالتهجير . الفلسطيني صبر وصمد واستشهد ، لكن العوامل التي يملكها الاحتلال اكبر من قدرات الناس وامكاناتهم والقدرة على الصمود ، وهو اسطوري بكل بما تعنيه الكلمة من معنى. ادوات الضغط على الاحتلال والغرب متوفرة لدى العالم العربي والاسلامي، هي قوة لا تعادلها قوة لان مصالح العالم مرتبطة بها. اليوم تعتبر المملكة العربية السعودية 🇸🇦 محور الكون ، على ارضها سيتم اللقاءات ، وعلى ارضها ستنتهي الحروب في هذا العالم، ترامب ، بوتين سيلتقيان في المملكة العربية السعودية من اجل انهاء حرب اوكرانيا، والقمة العربية ستلتقي في الرياض من اجل مواجهة التهجير . وهنا يمكن ان تكون الكلمة الفصل لا للتهجير ، وانهاء الاحتلال لفلسطين ، لا للتوسع على حساب الارض العربية. 

اسرائيل الصغيرة يريدها ترامب ان تكبر ليس على حساب الشعب الفلسطيني ، والشعب الفلسطيني خسر %78 من ارض فلسطين التاريخية. اسرائيل بامكانها التوسع العامودي الى عنان السماء وبناء ناطحات السحاب اذا ما ارادت التوسع ، وبهذا تحل مشكلتها وليس بالعدوان على الوطن العربي والتوسع على حسابه ، هذا استعمار جديد.

وليس بالفزعات يمكن ان نحل مشاكلنا، عندما طفت على السطح قضية التهجير ، هرع الجميع لاعلان الموقف الموحد ، نحتاج امام هذا التحدي الصارخ الى خطة محكمة واكبر من تكون فلسطينية، يجب على الجامعة العربية، ومنظمة العالم الاسلامي ان تحمل هذه القضية ، ومعالجتها في اطار خطة العمل السياسي والاقتصادي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. الفلسطيني الذي قدم اغلى ما يملك ، بقي على الاخرين ان يقدموا ما يجب ، حماية للامن القومي العربي الذي يواجه التهديدات بشكل جدي اليوم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸