سياسة وزير الدفاع الاسرائيلي كاتس الجديدة اتجاه المستوطنين يهيئ لمرحلة جديدة مع الفلسطينيين. بقلم الكاتب مروان سلطان
سياسة وزير الدفاع الاسرائيلي كاتس الجديدة اتجاه المستوطنين يهيئ لمرحلة جديدة مع الفلسطينيين.
https://sawtoroba.com/?p=84732
بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين
23.11.2024
———————————
من المهم جدا متابعة الاحداث وتطوراتها السياسية في الضفة الغربية ، وخصوصا اننا كفلسطينيين امام معترك كبير في الواقع السياسي الناجم عن الاستيطان والاحتلال ، كثر الحديث من الساسة الاسرائليين في حكومة اليمين بقيادة نتنياهو وتحديدا على لسان وزير المالية الاسرائيلي سيمورتش، بخصوص البدء في ضم الضفة الغربية الى اسرائيل وانه عام 2025 سيكون عام الضم. يتزامن هذا الاعلان مع انتخاب الرئيس الامريكي ترامب الذي اوحى في احاديثه بضرورة توسيع حدود اسرائيل وذلك من خلال ضم الضفة الغربية وقطاع غزة الى حدود اسرائيل.
يبدو ان كثير من الاحداث سوف نشهدها في المشهد السياسي الفلسطيني على ضوء تلك التصريحات الاسرائيلية والامريكية اذا ما تم البدء في تنفيذ تلك السياسات والتي من الممكن ان تحدث التغيير الديموغرافي في الضفة الغربية. ومن اجل ذلك وكما هي العادة فان الحكومة الاسرائيلية سوف تطلق العنان للمستوطنين لتنفيذ عمليات ومضايقات للفلسطينين تساهم في تغير الوضع الديموغرافي لصالح المستوطنين فيها.
القرار التي اتخذه يسرائيل كاتس وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد خلفا للوزير المقال غالانت ، في انهاء ما يسمى الاعتقالات الادارية بحق المستوطنين الذين تدور حولهم شبهات تنفيذ اعمال تثير الاضطرابات مع الفلسطينين ، او من لديهم اتجاهات لتشكيل خلايا سرية لتنفيذ عمليات تزيد من وتيرة العنف في الضفة الغربية ، وبالرغم من رمزية ما سمي بالاعتقال الاداري بحق المستوطنين كون ان عدد المستوطنين الذين يخضعون للاعتقال الاداري لا يتجاوز العشر مستوطنين ، ولا تتم معاقبة المرتكبين للجرائم منهم بحق الفلسطينين ولا حتى مع هذه الحكومة يتعرضون للتوبيخ ، في حين يقضي في الاعتقال الاداري من الفلسطينيين اكثر م اربعة الاف وخمسمائة فلسطيني، الا ان هذا الموضوع وغيره من ادوات التمكين للمستوطنين سوف يعمل على اثارة وزيادة التعديات على الفلسطينين واماكن سكناهم واعمالهم، وهذا بالطبع له اثاره السلبية على الارض بخصوص التوسع الاستيطاني وازهاق الارواح والتعديات ، على الفلسطينيين.
وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية اليوم ما يقارب المليون مستوطن، ولقد قام وزير الامن الاسرائيلي " المستوطن" بن غافير والذي يعيش في مستوطنة كريات اربع ، بتسليح اكثر من مائة وخمسين الف مستوطن في الضفة الغربية واطلق العنان لهم جميعا بضرورة التسلح والتجول في ببنادق رشاشة بعضها من شحنات الاسلحة التي وصلت اسرائيل من المساعدات الامريكية.
على مدار العقود السابقة ، اطلق الكيان الصهيوني عبر مختلف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ، العنان للمستوطنين للعربدة في المناطق الفلسطينية بهدف الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية واحلال المستوطنين مكانهم. وظهرت عصابات ما سمي بشبان التلال ، وعصابة تدفيع الثمن واخرون نشطوا في الضفة الغربية والقدس ، واستطاعوا من خلال تضيق الخناق على الفلسطينين مصادرة الاملاك، والمواشي ، والاستيلاء على الارزاق في مواسم الحصاد ، كما انهم قتلوا كثير من المواشي واستولوا على بعضها وسمموا الكثير منها ، وقتلوا وحرقوا وقطعوا الاشجار والمحاصيل الزراعية …. الخ من المضايقات، والبعض الاخر منهم كان اينما يضع قدمه تعتبر هذه اراض تابعة للمستوطنات.
المستوطنون واليمين الاسرائيلي يشعرون بالغبطة والسرور حسب وسائل الاعلام العبرية فقد جاء على لسان ايتمار بن غفير الذي هنئ الوزير كسار على هذا القرار. وبعض الجيش لديهم توجسات من مثل هذا القرار فقد وصف رئيس الاركان الجيش السابق ازنكوت ان هذا القرار خطير وان هذا سوف يصعد العنف في الضفة الغربية ، وانهم اي الاسرائيليون جميعا سوف يدفعون ثمن ذلك. اما د احمد الطيبي فقد علق على القرار بقوله ان هذه الحكومة تدعم ارهاب المستوطنين.
وفي اعتقادي ان الاشخاص الذين يتبوؤن مناصب عليا ، في اي مكان وهم ليسوا من ذوي الخبرة والكفاءات فان قراراتهم ، لا ترتقي الى ما هو مطلوب منهم للقيام بادائهم وواجباتهم، وهذا واقع الوزير الاسرائيلي كاتس يهرول وراء عصابات تحدث ضجيجا في المنطقة ولكنها لا تصنع شئ ذو قيمة ترفع من قيمة الاصول الثابتة في الدولة، وتعزز مكانة الحكومة وقراراتها ولا تفضي الى نتائج تقير الراي العام المحلي والعالمي.
نحن الفلسطينين على موعد مع اوقات صعبة في الضفة الغربية ، امام التحديات التي تلقيها الحكومة الاسرائيلية والمدعومة من دول التحالف ، في اطار الشرق الوسط الجديد، كيف نبطل هذه التحديات ؟ وكيف نعزز من صمودنا ؟ سؤال كبير يجب ان يدركه الكل الفلسطيني !.
لا شك ان الاستقرار والامن مع وجود ، وصعود اليمين الاسرائيلي في الحكم يسير بالاتجاه المعاكس، ان العالم سيكون افضل بكثير من وجود هذه الشرذمة في سدة الحكم ، والتي تقود الاقليم الى التصعيد والتخبط، والعالم الى حرب عالمية ثالثة، تكون الخارطة الجديدة للعالم جزءا من الرماد والدمار تماما كما حل في لبنان وغزة.
marwansutan@yahoo.com

تعليقات
إرسال تعليق