قرار وقف انشطة الانروا في الاراضي الفلسطينية يصب في صلب الاهداف الاسرائيلية في الحرب على غزة لانهاء ملف اللاجئين. بقلم مروان سلطان.

 قرار وقف انشطة الانروا في الاراضي الفلسطينية يصب في صلب الاهداف الاسرائيلية في الحرب على غزة لانهاء ملف اللاجئين. https://sawtoroba.com/?p=81464

بقلم مروان سلطان.    فلسطين

29.10.2024

—————————

 يعتبر قضية اللاجئين الفلسطينين من ابرز العناويين المهمة التي تتصدر القضية الفلسطينية منذ نشاة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين 🇵🇸 التاريخية، سنة 1948. واللاجئين الفلسطينين تم توزيعهم في مخيمات اللاجئين على مناطق داخل الاراضي الفلسطينية في قطاع غزة، والضفة الغربية وخارج فلسطين 🇵🇸 التاريخية،  وفي مخيمات للاجئين في دول الجوار العربي وأماكن اخرى في مختلف بقاع الارض.  اقرت الامم المتحدة انشاء منظمة تشرف على شؤون اللاجئين الفلسطينين بما عرف الانروا  وذلك في سنة 1949, وباشرت مهم عملها في سنة 1950.

قرار الكنيست بالاغلبية الساحقة وتصويت 92 عضوا في الكنيست في قراءته  الثانية والثالثة يشير الى اجماع الاسرائيليين لانهاء هذا الملف الذي عمل عليه الكيان منذ وقت طويل ، هو ليس وليد اللحظة، هو الحرب على اللاجئين لاعادة توطينهم في اماكن اللجوء وازالة مظاهر المخيمات من اماكن تواجدهم لمن بقي حيا منهم.  

وعبر المحطات التاريخية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، شنت اسرائيل حربا شرسة على عدد من المخيمات الفلسطينية، منها ما قام به الجيش الاسرائيلي في الحروب المختلفة او عبر اذرع اسرائيل المختلفة سواء على شكل داعش، او اذرع اخرى كانت تخوض المعارك وتستهدف الوجود الفلسطيني ، ولعل مخيم اليرموك في 🇸🇾 دمشق خير مثال على ذلك، والمخيمات في لبنان 🇱🇧  جميعها تم استهدافها وتم تشتيت بعضها ، وكذلك في 🇮🇶 بعد ان انتهى حكم صدام حسين فيها. اذن نقول بكل وضوح ان تجمعات اللجوء الرئيسة تعتبر في دائرة الاستهداف للكيان الاسرائيلي ، وذلك من اجل العمل على انهاء قضية اللجوء، وبالنتيجة يعتقد الاسرائيليون انهم انتهوا من القضية الفلسطينية.

لقد عملت اسرائيل بجهد كبير السياسي او العسكري للانتهاء من هذا الملف ، وفي هذا الخضم كان قرارها بانهاء عمل المنظمة الدولية الانروا في الاراضي الفلسطينية. وكل الحروب التي خاضها الكيان الاسرائيلي كانت المخيمات في صلب الاستهداف في محاولة للتخلص من هذا العبء الذي يلاحقها منذ نشاتها. ولقد فاوضت اسرائيل دولا عربية وغير عربية من اجل توطين اللاجئين. وكانت الحرب الدائرة في غزة والضفه تهدف الى تهجير هؤلاء اللاجئين الى الاردن ومصر ، اللواتي تصدت لهذا القرار ومنعت عملية التهجير.

لقد ساعدت الادارة الامريكية في عهد الرئيس ترامب على استهداف الانروا الذي وصفها بالمنظمة الفاسدة، وقطع عنها التبرعات الامريكية التي كانت تعتبر اكبر الموازنات لاستمرار عمل وكالة الغوث الدولية. 

تقليص الموازنات والتبرعات للأونروا ما هو الى احد وجوه الاستهداف لانهاء عمل وكالة الغوث في الاشراف على شؤون اللاجئين الفلسطينين الذين بلغ تعدادهم وفق السجلات الرسمية للأونروا ستة ملايين لاجئ فلسطيني ، 2.5 مليون لاجئ  يعادل %42 من اللاجئين موجودون في في الضفة الغربية%15  وقطاع غزة %27، والباقي في دول الشتات من الدول العربية وغيرها .

تداعيات وقف الأنروا عن العمل في الاراضي الفلسطينية، له تاثير كبير على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي ، والسياسي في المناطق الفلسطينية. وهذا القرار الجائر سيصيب التعليم ، والصحة، والحماية  الإجتماعية للاجئين ، وبالتالي سوف يتاثر العمليات الانسانية في المناطق الفلسطينية. يتلقى اكثر من 650 الف طفل التعليم ، في مؤسسات وكالة الغوث الدولية التعليمية ، سوف يحرمون من الحق الانساني في التعليم ، كما سيحرم اللاجئون من الحصول على العلاج في المؤسسات الصحية ، وكذلك الحق في الوصول تلى الغذاء والسكن الامن جراء هذا القرار.

وبالاشارة الى كل ما ذكر، فان الحرب على غزة اتوقع منها ان تمتد لفترة طويلة، وذلك من اجل ان يتم اخراج مفهوم اللاجئين من مضمونه الا وهو منع العودة الى الاماكن من المدن والقرى التي هجروا منها داخل الخط الاخضر، فهل سيتحقق هذا الهدف بالابادة الجماعية للاجئين ، أم ماذا؟ 

تحت حجج استهداف الارهاب، وقتل الارهابيين!. وهذا هو الذي يحدث في كل الاماكن التي يتم دخول الجيش الاسرائيلي في غزة ، وتطبيق الخطط والبرامج التي يتحقق هذا الهدف من خلاله.