رهان نتنياهو الخاسر

​رهان نتنياهو الخاسر

 https://sawtoroba.com/?p=50154

بقلم مروان سلطان. فلسطين

18.3.2024

————————

رغم ما يبدو انه متماسكا ويمسك بخيوط اللعبة السياسية في اسرائيل فما زال نتنياهو يتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى من الضغط الداخلي الذي يمارس ضغوطه المختلفة علية حتى وصلت الامور المطالبة باستقالته واجراء انتخابات جديدة، وكذلك الضغوط الدولية التي تؤرق كاهله بسبب جرائم الحرب التي ترتكب بحق الفلسطينين في قطاع غزة ، ومازالت محكمة العدل الدولية تعقد جلساتها للتداول في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير  والتجويع ومنع ادخال الادوية والعلاجات الى القطاع.

وبالرغم من الدعم العسكري الامريكي اللامتناهي واللامحدود  لدولة الاحتلال في الحرب على غزة ، الا ان نتنياهو قد ادار ظهره للادارة الامريكية التي تطالب مجلس الحرب الاسرائيلي بالتخفيف من اثار الحرب على المدنين وتقليل اعداد الضحايا الذين يتعرضون للقتل والاصابة في الحرب ، ذلك بسبب ان الانتخابات الامريكية على الابواب ومن المتوقع صعود الحزب الجمهوري والرئيس ترامب مقابل الحزب الديمقراطي والرئيس بايدن. 

ان شعور نتنياهو ان الرئيس بايدن في موقف ضعيف امام منافسه الرئيس ترامب. وترجيح فوز الحزب الجمهوري ، فان نتنياهو اخذ يماطل في الاستجابة الى مطالب الولايات المتحدة الامريكية بشان الحرب، ويحاول جاهدا ذلك لعله يحصل على صفقة افضل من الرئيس ترامب حتله فوزه في الانتخابات القادمة.

اليوم اعلن الرئيس ترامب في لقاء مع مؤيديه بوضوح ان على نتنياهو ان يوقف الحرب على غزة ، وهي الصفعة التي لم يكن يتوقعها نتنياهو من الرئيس ترامب. وبالتالي فان تصريح ترامب وضع نتنياهو في مازق صعب للغاية وهذا ما سيكون له تاثيره على ما ستؤل اليه الامور بعد الانتخابات الامريكية.

لم نعهد منذ تاسيس دولة اسرائيل ان نشاهد خلافات علنية بين الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية. الادارة الامريكية لديها تحسس من اعداد الضحايا في الحرب ، كما انها لا تريد اطالة امد الحرب الذي لم يكن ضمن حسابتها، وخاصة ان الشارع الامريكي ضاق ذرعا بالشراكة الامريكية التي تسببت بتهجير قسري وتطهير عرقي وابادة جماعية في قطاع غزة ، وامام الانتخابات الامريكية سوف يؤدي الى خسارة الحزب الديمقراطي ومن هنا دب الخلاف بين الطرفين لدرجة ان زعيم الاغلبية الديمقراطية في الكونجرس الامريكي  السيد شومر وهو يهودي مما حدى منظمة الايباك الى عدم اصدار اي تصريح مؤيد لاسرائيل فقد دعا الى انتخابات مبكرة في اسرائيل . وهذا يشير الى مدى درجة الخلاف بين الطرفين الامريكي والاسرائيلي. ومن جهة اخرى فان نتنياهو يرى في مصلحته اطالة امد الحرب املا في صورة انتصار كبير يمنحه الحصانة من المحاكم الاسرائيلية بتهم الفساد ، علاوة على ان نتنياهو يدير العلاقات الداخلية في الكنيست التي تمنحه الاستمرار مع احزاب اليمين بالحكم لحصوله على 64 صوتا دون غانتس وزنكوت وساعر.

من الواضح ان التوجه العالمي ازداد فهما لطبيعة الصراع القائم في الشرق الاوسط واخذ يظهر للعلن التصريحات المناهضة للحكومة الاسرائيلية وتوجهاتها وبدئنا نسمع عن ضرورة حل الدولتين وهذا على عكس توجهات الحكومة الاسرائيلية ، والسبب الرئيس لكل ذلك هو التوجهات التي تسيطر على الحكومة الاسرائيلية وفقدان مظهرها بانها واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط على الطراز الغربي مما يمكن ان يكون له اثره على المدى البعيد في الشراكة بين هذه الاطراف.