صالونات السياسة والقرار الفلسطيني المستقل
بقلم مروان سلطان - فلسطين
6.12.2023
—————————————
عندما تتناثر بعض المعلومات من هنا وهناك وتسوق عبر فضائيات كبيرة همها واهدافها التاثير في مسامع مشاهديها وبث الاشاعة في الشارع الفلسطيني، تصبح ان المشكلة تكمن في السامعين ذلك ان الاشاعة تحد التربة الخصبة لدى الناس بشكل عام فكيف اذا كان هناك متناقضات تسود في المجتمعات، التناقضات لا تجدها وتؤثر الا في مجتمعات دول العالم الثالث. في دهاليز وصالونات السياسة يبدو ان التاثير الصهيوني كبيرا فهم منشغلون في طرح تصورات حول القضية الفلسطينية ويطرحون الان موضوع قيادة فلسطينية جديدة ويشكلها اشخاص تم طرح اسماؤهم. فاذا كان تناقل المعلومات عبر تسريبات لا يتم التدقيق في صحتها وتخضع لاهداف ناقليها او مدى تقبلها او حتى مداولتها، فحتما النتائج ستكون سلبية على المجتمع باسره.
افهم ان السبق الصحفي هو ما يهدف اليه ناقلوا الاخبار. ولا يهمهم ابدا مدى تاثير ذلك على الموقف الوطني وكيف من الممكن ان يكون الواقع . في الصالونات السياسية العالمية هناك تصورات كثيرة وطبخات يتم اعدادها واشخاص جاهزين من الممكن ان ينفذوها، وتعد لذلك الاعدادات وتسوق للمجتمعات وخاصة في اوقات الازمات التي تمر بها البلاد كما هو واقعنا اثناء الحرب على غزة ، حقيقة انا لا اعرف الاسباب ولكن ما افهمه ان كل شئ اصبح واضحا هو ان كل شئ قابل للبيع والشراء! ، ولعل ما يسمى الربيع العربي هو مثال على ما آلت اليه الاوطان في العالم العربي.
لا توجد فلسفة حقيقية وطنية للوطن العربي الكبير التي تحمي الوطن والمواطن ، لا توجد هناك فلسفة وطنية يخرج منها الموقف الوطني الذي تشعر فيه وتبنى الاجيال على اساسه لان ذلك يظهر في انعكاساته على الاجيال وتظهر في صناعة الاجيال. ليس مطلوبا من اي مواطن عربي او اسلامي ان يحمل هم العالم كله. الانسانية تكفي ومنها ينتشر عبيرها عبر الفضاء الى البشرية، وهي لغة صادقة يفهمها كل سكان الارض ويعم الخير والسلام في المجتمعات.
الانتماء الى مجموعة ومنظومة العالم العربي والاسلامي ، وان تكون امينا وصادقا تكفي ، يكفي ان تكون اردنيا او مصريا او سوريا …. الخ لتحمي هذا الوطن العربي والدول الاسلامية الكبير لتقدم الحماية لها من الغزو الثقافي الفضائي الذي ينخر عظمها ويقوض ظهرها.
الاعلام الصادق والنقي هو جدار الحماية الاولى للامة،
لدينا مجموعة من الفضائيات العربية التي تعمل على مدار الساعة وتنقل وتبث والمواطن العربي يستمع اليها على رحاب تواجده في المعمورة. ودون ان تشعر او يتم لفت الانتباه تجد انهم يمررون بعض التسريبات التي يتم صناعتها في صالونات السياسة الدولية ويتم تناقلها بين العامة، فتصبح حديث الساعة في اوساط المجتمع وبالتالي يبدء السوس في نخر وحدة الامة وخاصة اننا مبتلين في عقائد مختلفة تفرقنا بالرغم من ان مقومات ما يوحدنا هو اكثر بكثير ما بفرقنا.
على سبيل المثال سيناريو ما بعد الحرب على غزة ، بدء الحديث فيه من اليوم الاول للحرب على غزة ووضعت كثير من الاخبار والسيناريوهات حول غزة وادارتها … ، ومن ثم تم الحديث وانتقل الى الادارة الحديثة للشعب الفلسطيني وتم التداول في اسماء عديدة لادارة غزة.
التسويق لهذا يربك الشارع ولا يستحسنها ولا يستسيغها لانها تتساوق بعيدا عن الشارع الفلسطيني. اين هم الغزاويين ، اين هم الفلسطينيون من كل ذلك. وهل يجب ان تسوق اجهزة الاعلام العربي ما يخطط للشعب الفلسطيني هنا وهناك.! غريب امر الامة العربية!
وهنا اسال وافترض حسن نية اي جهة من الجهات في تسويق اسماء لشخصيات معينة، في هذا الخضم اين راي المواطن الفلسطيني؟
يا ايها الاعلامي العربي، انت جهة مؤثرة في صنع الامة ، تسويق المبادرات في الصالونات السياسية ذاك شانها ودعوها تدفن في مقراتها ولا تسوقوها .دعوا الامة تختار من تراه مناسبا!. كل الاسماء المطروحة علمناها وتم تجربتها ولا ضرورة لتسويقها مرة اخرى. البعض منها اكتوى المواطن بنارها وكثير من الاسماء مرت ولم تلمع لانها عملت دون ان ترى انك هناك شعبا يتطلع الى الحرية . ممثلوا الشعوب ليسوا ممن يقيم الولائم وابناء الذوات والعائلات الكبيرة ، ممثلوا الشعوب هم من يحملون هم الامة ويقودوها الى العالمية.
يكفي ان يسمح للشعب الفلسطيني ان يمارس الديمقراطية دون مرشحيكم، دعوا الناس ترشح من تراه مناسبا فصدقوني ستكون النتائج افضل في كل شئ. سواء في السلم او الحرب او التطور والنماء.
مشاريع التسوية تطرح ولا تسوق وهي فاشلة الى ابعد الحدود. من يقود الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني ولدية القدرة على اتخاذ القرار فقد اكتوينا من التجارب التي عشناها بما يكفي . الن نسمح ان تجرنا دول تفتح صالونات ومطابخ السياسة وادوات التضليل والافساد الى التدمير والفناء. ويكفينا مؤثرات الاحتلال التي تنخر عظمنا.
هنا في فلسطين فقط تكون الكلمة ، ويكون القرار ، القرار الفلسطيني الفلسطيني المستقل وعلى مدي عقود من الزمن دفع ثمنها الفدائيون واستشهد من اجله الشهيد الخالد ابو عمار ، وورثه السيد الرئيس ابو مازن وكان الثمن غاليا.
تعليقات
إرسال تعليق