الاحساس الوطني والبيئه الوطنية المقاومة في مجتمعنا الفلسطيني
بقلم مروان سلطان
28.10.2022
——————————-
لم اعرف اي من الشعوب وًهي ما زالت تحت نير الاحتلال ويكتوي ابناؤها وشبابها من ممارسات الاحتلال بالقتل والتدمير وهدم البيوت والتهجير والاعتقالات ومصادرة الممتلكات….. الخ من الممارسات التي يتفنن فيها الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وشعبها، كما هو الحال في فلسطين .
حالة جدلية عقيمة قادت الى كل ما يطيل عمر الاحتلال في البلاد ، وزادت بالانقسام ترسيخ مفاهيم جديده في بناء كانتونات هزيلة لا تخدم تطلعات الشعب الفلسطيني. لا يرغب اي منا ان يصل به الحال الى ما وصل اليه. ولا احد يرغب ان يرى مثل هذا الواقع المرير ان يعيشه ويمر علينا كما هو الحال.
لا اريد ان اخوض في الاسباب والمسببات، لان الحالة الجدلية مستاصلة في التاريخ الفلسطيني عبر تاريخنا الحديث بالرغم من الواقع النضالي الذي قدم فيه الشعب الفلسطيني عشرات الاف ما بين شهيد واسير ومطارد وجريح….الخ من الحالات التي نتجت عنها الحالة النضالية. الا اننا وفي الاراضي الفلسطينية كنا نشعر بدفئ العلاقة بين افراد الشعب الفلسطيني ، وكانت الروح الوطنية المقاومة هي التي تسود الوطن في سبيل الخلاص من الاحتلال. معاركنا كانت في الداخل هي من اجل الصمود، من اجل البقاء، ديمومة الحياة على هذه الارض.
كنا ندرك ان الاحتلال الى زوال وان فلسطين هي للفلسطينين، وكنا ندرك ان لا نسمح تحت اي ظرف ان يحدث تشنج في اوساط العلاقات بين اطياف الشعب الفلسطيني. فكيف كنا ، وكيف صرنا الى ما نحن عليه.
وعلى سبيل المثال للحصر اذكر قصة التفاح الجولاني الذي لم يستطع اهلنا في الجولاني تسويقه في سنة 1982 عندما اعلن اهل الجولان الاضراب بسب اجراءات احتلالية ومنع تسويق التفاح الى الخارج، وكان المغفور له ابو جهاد ان قام بالاتصال في المرحوم له المناضل الحاج احمد هاشم الزغير وطلب منه ان يذهب للجولان ويقدم لهم ما يحتاجونه فكان طلبهم الوحيد تصريف تفاح الجولان.
فقام الحاج احمد الزغير وذهب مع وفد مقدسي الى اهلنا في الجولان وقام بتحميل التفاح في شاحنات رافقته من القدس الى هناك على عجل وقبل ان يدرك الاسرائليون ماذا يحصل ، واجرى اتصالاته وتم بيع التفاح في الاردن وفلسطين ودفع ثمنه الى المزارعين في الجولان المحتل والتفاح هو المصدر المالي الوحيد لاهلنا في الجولان . ابو هاشم رحمه الله لم يبح في هذه القصة حفاظا على سريتها ومنعا لوصول الاحتلال الى كل من خالف تعليماته العسكرية .
هذه هي الروح السائدة وكم من قصة وقصة تم حلها وازالة العقد منها رغم عيون الاحتلال وادواته التي اعاقة وتعيق عجلة الحياة الفلسطينية.
هل نحتاج الى ابو جهاد او الحاج احمد الزغير لحل مشاكلنا. الم يشكلوا مدرسة تتحدثون انكم تخرجتم منها لادارة دفة الحياة هنا. اذن لماذ تصل الحالى الى ما وصلت اليه ومن المسؤول.
هناك الكثير من القضايا التي يمكن حلها دونما تعقيدات، ولكنها تاخذ منحنى اخر يصعب حلها ، ونخرج من ازمة لندخل في ازمات. لا يمكن ان يكون هذا هو الحال دون ان تكون للاحتلال واعوانه اصابع فيما يجري.
المشهد الفلسطيني واضحة معالمه وخارطته اسرائيل تريد قتل كل من تسول له نفسه بتحدي الاحتلال، وتعمل بعد ذلك على وضع العصي بالدواليب . لكل مسارات العمل الفلسطيني ضد الاحتلال في غياب الاستراتيجية الفلسطينية لتعزيز الصمود والتصدي للاحتلال وممارسته. هنا اؤكد ان المشهد الفلسطيني ذو واقع غير مدون في سجلات مياديين التحرر الوطني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. لا استراتيجية.
الاحتلال هنا يقرر كيف تسير الحياة على من يغلق من المدن وعلى من يرفع الحصار ولماذا، كل ذلك بسبب ان كل مسؤول لا تتوفر لديه الخطة التي يعمل عليها للبناء الوطني والدفع بالسياسات الوطنية.
هنا اقول انه عندما يقر ان يسود المشهد الفلسطيني البناء الوطني فان كثير من الوجوه ستختفي لان المعايير في حينها سو تختلف.
لذا من الضروري ان يسود الاحساس الوطني والمصلحة الوطنية العليا في حل القضايا التي تتعلق ادارة دفة الحياة . الحلول الوطنية تجمع الفرقاء ولا يختلف عليها اثنان لانها تتمتع بحس وطني عالي، مقبول لدى ابناء الشعب الفلسطيني.
الحالة السائدة تخلق صراعات ويدور في فلكها الكل فلسطيني نحن في غنى عنها. ابتعدوا عن كل ما يؤرق الشارع الفلسطيني ليس لان الشهداء يرتقون في كل ساعة وكل يوم من اجل فلسطين ، لكن من اجل بناء اجيال واعدة تعمل على تحقيق مصالحا في اطار حس وطني جامع. المطلوب من الجميع ان يدخل من بوابة تحيا فلسطين ويحيا الشعب الفلسطيني حرا عزيزا مكرما.
الايدي الملوثة هي التي تسهم في كسر الاوطان والعبث بها . ووطنا نحن جميعا متفقين عليه ان فلسطين هي الاحلى وهي الاجمل وقدسنا عروس المدائن.
لكن كيف تلك هي المعضلة.؟.
تعليقات
إرسال تعليق