ليس التطبيع بطعم ، فلا لون ولا رائحة ولا شكل

بقلم مروان سلطان

27.10.2020

————————

منذ هزيمة حزيران 1967 وانعقاد مؤتمر القمة في الخرطوم وصدور البيان ا الختامي لما عرف باللاءات الثلاث،  حتى عودة الحق لأصحابه. شهدنا حروبها تكتيكية وأخرى اسنزافية وغيرها من الحروب التي خاضها الشعب الفلسطينين والمناضلين والثوار من الشعوب والجيوش العربية.  بعضها أفضى الى مباحثات سياسية مثل التي خاضتها مصر وأخرى أفضت إلى مجازر وترحيل على طريق تفتيت وتشتيت القضية الفلسطينية كما حصل في عام 1982. 

انتهى عهد الصراع العسكري وفي كثير من الجبهات صار العدو صديقا، وتغيرت مفاهيم كثيرة وانتقل الصراع الى مفاهيم أخرى منها الحرب الدولية على الارهاب، ومشاركة الجيوش العربية في قوات حفظ السلام ...الخ من المفاهيم التي اخرجت هذه الجيوش من حالة الحرب والتحرير في فلسطين الى مفاهيم أخرى عملت فيها الجيوش على الاستقرار للبلاد والنظام.

لعب الزمن الطويل عاملا في التغير، فقد اعتلى سدة الحكم في العالم العربي قيادات جديدة تربت هذه القيادات في الغرب ، مما كان لها تأثير في المفاهيم وتأثير  كبير على السياسة الشرق أوسطية،  ولم تعد فلسطين ذات مغزى لهم الا من باب المزيادات وتحقيق المصالح الشخصية.

هذا التطور في القيادة العربية وضعت سلم أولويات لها لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا لانها ببساطة لم تعمل على تحقيق هذه المصالح المشتركة، ولعلنا هنا نستشهد بحديث الرئيس الأميركي كارتر، الذي قال قابلت جميع الزعماء  العرب ولم يحدثني اي منهم عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية. 

واذا ما أمعنا النظر فقد عملت القوى العالمية على إضعاف العالم العربي والإسلامي فما بعد عبد الناصر فإن مصر اخذت تعاني من الجوع والفقر الذين أثرا في مسيرتها القومية ، ومن ثم  راينا ما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن وهذا الوضع المأساوي الذي أثر في مسيرة القومية العربية.

وهنأ ترك الحصان وحيدا يجوب البراري والقفار،  مسيرة القضية الفلسطينية تعرى ظهرها وتلقت الطعنة في الخاصرة، والحقيقة أن الثمن الذي تلقاه المطبعون ثمنا بخسا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه. لا توجد مكاسب ستحقق واذا كان من مكاسب ايها العرب اسالوا مصر، والاردن،  واسألوا الفلسطينين عن الصعوبات ا التي لم تنتهي، وكان الحديث قبل توقيع الاتفاقات هذه عن جنان النعيم تطىء أقدام الناس في تلك البلاد.

 بل على العكس تماما ازدادت الأوضاع سوءا في تلك البلاد وازداد الفقر ، وظهرت مساوئ عمت المجتمعات تلك.

لا شك أن أبواب الإغراءات مفتوحة ليلحق بقائمة المطبعين باقي الدول العربية، ولا يمكن التبوء بما سيؤول اليه الوضع مستقبلا. لكن الشيء المؤكد أن تلك الدول ستكتوي بكيد اسرائيل ورؤيتها للتفوق الاقتصادي والعسكري. ولن يكون هذ التطبيع بوابة لجنات الفردوس على الارض، ولن يرتفع المستوى إلى الكيان الصهيوني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸