السياسة الاسرائيلية : تخلق ازمة دائمة، وهذا افلاس سياسي واخلاقي يؤجج الصراعات. والكراهية

 السياسة الاسرائيلية : تخلق ازمة دائمة، وهذا افلاس سياسي واخلاقي يؤجج الصراعات والكراهية.

بقلم مروان سلطان.      فلسطين. 🇵🇸 

25.9.2025

———————————————

كثافة الاحداث والتقلبات السياسية التي شهدتها المنطقة منذ صعود اليمين الاسرائيلي الى سدة الحكم في اسرائيل ، ادخلت الشرق الاوسط في دوامة معقدة من العنف ، تهدد بتصعيد التوترات في هذه المنطقة بسبب سياسات الحكومة اليمينية الاسرائيلية، وتوجهاتها ، وما يصدر عنها ، حتى اصبح زعيمها يمثل شرطي المنطقة وتداخلاته تكاد تتعمق عبر الحدود وتثير العواصف، يجعلنا نقف لنقول:  ان هذه السياسة العدوانية والتي تخلق ازمات دائمة ، ويمكن التعبير عنها بانها افلاس سياسي واخلاقي. القوة ليست قيمة بحد ذاتها، وأنها كلما استُعملت زادت عزلة صاحبها وفقدت قدرته على صناعة الشرعية والاستقرار، وهذا ما يحدث اليوم من انتصار الشعوب في كل العالم للشعب الفلسطيني ، واذعنت له الحكومات الحديدية في الاعتراف بدولة فلسطين.

 اصحاب النفوذ العسكري الاستعماري يستطيعون ان يوقفوا عجلة الحياة لدى الشعوب مؤقتا ، وانهم يمكنهم تسخير الادارة العسكرية وفق رغباتهم وتوجهاتهم.  كل هذا واكثر ، لكنهم لا يمكنهم صنع  مفاهيم الانكسار للشعوب المقهورة، بل ويرفع من وتيرة التحدي لديهم.  الرسالة التي تحملها الحكومة الاسرائيلية  اتجاه الشعب الفلسطيني هو  زيادة وتيرة العداء ، ونشر الكراهية في المنطقة وهذا جل ما تحمله  من فكر خال من المسؤولية، توحي هذه الرسالة بكل ما تحمله من معاني هو الفلس السياسي.  عدى عن سياسة العنف والكراهية التي تخلق الازمات مع دول الجوار والاقليم ، وباتت تملأ الدنيا ضجيجا، فان السياسات التي تهمنا هنا في فلسطين فان الحكومة الاسرائيلية  تعزز حالة واحدة فقط  ، تنم عن عداء مكنون في الصدور، وتوجهات انتقامية.

عند استعراض الحقائق فانه لا يوجد جديد في السياسات العدائية من الجانب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ، ولم يعد هناك سبيل لحصرها لانها اصبحت معروفة وليست بحاجة الى ذكرها وتكرارها وقد تفاقمت عبر سنوات الاحتلال .  ولكن سياسات الأنتقام التي اخذت اشكالا جديدة ، بشكل واسع وفرض عقوبات جماعية ، لا شك انها امراض باتت متاصلة في شخصيات الحكومة الاسرائيلية، ولا يمكن علاجها الا ان يصحو الشعب الاسرائيلي لاجتثاثها من جذورها، لان هذه السياسة تجعلها تعيش في دوامة العنف والكراهية التي لا نهاية لها.  

التهديدات والتوعدات من الحكومة الاسرائيلية، التي منها من يحرض على اعتقال الرئيس الفلسطيني، ومنها من يريد ضم الضفة الغربية، ومنها من يريد حجز الفلسطينين في السجون الكبيرة في مدنهم من خلال اغلاق البوابات، عدى عن سياسات الافقار ، وقرصنة المقاصة، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني، . وكلها تم اجراء فيها من حين الى اخر. ولكن رئيس الحكومة الاسرائيلية ، يقول ان العقوبات على الشعب الفلسطيني سوف يعلن عنها بعد عودته من واشنطن. ولا اعرف اذا كانت واشنطن ستقوم بحقنه بجرعة من تلك العقوبات التي يريد ان يطبقها على الفلسطينيين ام لا، لكن يبدو ان يريد على الاقل التشاور معها حول تلك العقوبات. ولكن ما تفتئت به عبقرية نتنياهو  هو اغلاق الجسور بين الضفة الغربية والاردن.

عقلية سادية متجبرة لا ترى ابعد من انفها، في تجذر العداء في الاقليم ، وعلى الاقل مع الشعب الفلسطيني. اما الشعوب والدول العربية الاخرى التي يريد ان يعقد معها اتفاقيات التطبيع، فيسودها الاستعلاء.  لانه يتحدث وبكل صراحة عن فرض السلام من خلال القوة. مرض عضال يصعب استئصاله، لان السلام يتم من خلال قيم المحبة والتعاون، والوئام وتلك الصفات  الاخلاقية لا تتوفر في اي من اعضاء الحكومة الحالية. 

البندقية ، والدبابة ، والطائرة المقاتلة والمسيرة، والادارة العسكرية لا تستطيع أن تخلق إذعانًا فكريًا أو روحيًا عند الشعوب ، وحكومة اليمين الاسرائيلي مبدعة في الاستفزازات التي لا تصنع الا العداء، وهل يوجد ابداع في اسرائيل اليوم في علاقاتها مع جيرانها اكثر من ذلك.  التاريخ يظهر أن المستعمر قد يوقف دورة الحياة مؤقتًا، لكنه لا يستطيع أن يلغي المعنى الداخلي للوجود والكرامة. بل إن الألم والقهر يتحولان إلى وقود يعزز مفهوم التحدي والمقاومة، ويُنتج فلسفة شعبية ترى في الصمود ذاته فعلًا وجوديًا.

القوة قد تُسكت الشعوب مؤقتًا، لكنها لا تُنهي التحدي، بل تكشف عجز صاحبها عن بناء شرعية، وبناء تفاهم يقبل بوجوده ، وتفضح فقره الأخلاقي والسياسي ، ويكون ساعتها سبق السيف العذل.  والشعب الفلسطيني، قدم نماذج عديدة من برامج التحرر، ورفض الاحتلال. انها حركة الشعوب ، وهي يوما قد يخرجها عن صمتها ، اقل التحركات التي تستفز المشاعر الوطنية ، وما اكثرها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸