الخيار صفر: رؤية الرئيس ترامب غزة بين الابادة الجماعية والمجاعة والمشاريع الاقتصادية.
الخيار صفر: رؤية الرئيس ترامب غزة بين الابادة الجماعية والمجاعة والمشاريع الاقتصادية.
بقلم: مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
31.8.2025
————————————-
في وقت تتسارع وتتعاظم فيه الأحداث، وتكاد ان تصل إلى افق مسدود، اعطى الرئيس ترامب توجيهاته لكل من السيد بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق ورئيس الرباعية الدولية لشؤون الشرق الأوسط السابق ، والى صهره ومستشاره السياسي كوشنير، بخصوص مقتلة غزة، وقال لهم: “أصلحوا هذا الأمر”.
صحيح أنه ما من أحد في هذا العالم يستطيع أن يتقبل استمرار أعمال القتل والتدمير والمجاعة والموت جوعًا، والرئيس ترامب واحد من البشر الذين قد يتقززون من تلك المظاهر والمناظر والإجرام الدائر في غزة، بل واعرب عن اشمئزازه مما يدور فيها ، لذا كان من المتوقع أن يقوم الرئيس ترامب بإعلان وقف تلك المقتلة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما قام في بوقف الحرب الايرانية الاسرائيلية. كثير من القتل والدمار ليس بسبب العمليات القتالية لان القتل القائم هو بين الناس والامنين المدنيين بل هو في جله تقريبا من اجل التسلية التي يتمتع الجيش اثناء القيام بالعمليات العسكرية.
من المؤسف جدًا أن تستمر تلك المقتلة والمجاعة في غزة، لأن هذه الحرب الدائرة على المدنيين الفلسطينيين تهدف إما إلى قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين للتخلص من البعد البشري المكتظ، ومن يتبقَّ منهم سيتعرض لعمليات إعادة التوطين أو التهجير. كثير من القتل والدمار ليس بسبب العمليات القتالية، بل لأن القتل القائم هو بين الناس والآمنين من المدنيين، وهو في معظمه تقريبًا من أجل “التسلية” التي يتمتع بها الجيش أثناء تنفيذها.
دخول السيد بلير وكوشنير على خط غزة بعد مرور عامين على الحرب، يدفع للتفكير بأن الأمر لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل يتعلق أيضًا برؤية أخرى تخص مستقبل وجود الغزيين في غزة الذي قد يتبلور بعد الحرب على غزة بالنزوح او التوطين، ومن جانب آخر فانه يتعلق بالشّق الاقتصادي .
رؤية الرئيس ترامب في تحويل شواطئ غزة إلى “ريفيرا” للاستجمام، إضافة إلى حقول الغاز على سواحلها، والمشاريع الاقتصادية الأخرى التي قد تنشأ في المستقبل القريب وتمتد من شرق الوطن العربي عبر الإمارات العربية المتحدة وصولًا إلى غزة ومنها إلى أوروبا، كل ذلك يكشف أبعادًا أعمق للمشهد.
هذا الحديث يعني، بكل ما يحمله من معانٍ، أننا أمام الخيار صفر. وهذا الخيار يعني أننا أمام انسداد الافق السياسي بشكل كامل، لأن الإسرائيليين حزموا أمرهم لتنفيذ مشروع الحسم الذي أعده سموتريتش زعيم الصهيونية الدينية ووزير المالية الحالي، المسؤول عن الإدارة المدنية للشأن الفلسطيني، إلى جانب مشاريع التصفية الأخرى. وهذا يعيد القضية إلى المربع الأول من حيث النضال وإعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية، بينما من الجانب الآخر يضع القضية الفلسطينية في مرحلتها النهائية نحو التصفية.
الرئيس ترامب هو الوحيد القادر على إيقاف الحرب على غزة بكلمة واحدة ومن خلال مكالمة هاتفية، لكنه لن يقوم بذلك ويواصل دعم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في حربه على غزة، مهما بلغ عدد القتلى والجرحى وحالات الجوع والعطش والمرض، قبل أن تُنفذ الأهداف المرسومة في غزة.

تعليقات
إرسال تعليق