حين يرعدون ولا يمطرون: فلسطين لا تكسر عصية على الوعيد. عكا وسورها بقيت مكانها عصية على هدير البحر وامواجه .

حين يرعدون ولا يمطرون: فلسطين لا تكسر عصية على الوعيد.

عكا وسورها بقيت مكانها عصية على هدير البحر وامواجه .


بقلم: مروان سلطان – فلسطين 🇵🇸

30.8.2025

———————————————

طالما كنا نسمع التهديدات، وكان الذي يمسك الميكروفون يقرأ من القاموس المتخصص في أساليب الموت والدمار، تحت الوعيد بالحديد والنار. قاموس وأي قاموس! مفرداته تلمودية من صناعة البشر، نسبوها إلى الله عز وجل، ونحن الذين نعلم ماذا يقول جل شأنه في علاه. المفردات الإلهية كلها اطمئنان وبشرى، وإذا توعّد الله قوماً، فقد توعّد الكافرين والمنافقين، والظالمين.


ما يقولونه فعلوه مع الشعب الفلسطيني مرارا وتكرارا، من النكبة إلى اليوم. اسألوا المنافي، اسألوا القبور، اسألوا السجون: هل تعثّر الفلسطيني عبر التهديد والوعيد؟ هل ارتعدت فرائصه؟ هل أعلن استسلامه؟ عندكم الإجابة وأنتم تعرفون. الأرض هي الأرض، والبلاد هي البلاد، والناس هم الناس. نسمع الكثير، ويتداول الناس الكلام للتندر، وأكثر ما يقال ربنا الستّار.


دخول ترامب وكوشنر وبلير، وفرض العقوبات على الرموز الفلسطينية، ليس اختراعاً جديداً. فقد سبق أن فُرضت عقوبات على الرئيس الشهيد أبو عمار سنة 1988، ومنع من إلقاء خطابه في الأمم المتحدة في نيويورك، فاستمعوا إليه في مقر الأمم المتحدة في جنيف. قضية فلسطين قضية حيّة لا تموت. فيها سرّ أنتم وغيركم لا تستطيعون أن تفهموه، وحساباتها لا يمكن أن تتم بالحبر والقلم. الحسابات أيها السادة أعلى من حساباتكم، ولا أظنكم تستطيعون حل او فهم هذه المعادلة. نعم، هي صعبة، صعبة على الفهم، صعبة على المراس، وعلى فهمكم وفهم اصحاب الملايات وتجار العقارات.


الحصار المفروض تم الكشف عن أسبابه، لأن الفلسطينيين غير ملتزمين بنواميس القوى الاستعمارية ولا طلاميسها. الاقتراب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من المحرّمات، الاقتراب من الأمم المتحدة محظور، الاقتراب من المحاكم لمحاكمة المجرمين محظور، المطالبة بوقف الاستيطان والتصدي للمستوطنين جريمة، حتى حصاد الزيتون مخالف لتعاليم التلمود. وصلنا إلى مفهوم واحد: أن الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني المدفون. لا حق للفلسطيني في الحياة، هكذا بات الأمر مفهوماً. خذوا من دمنا ما شئتم وانصرفوا.


يقول المثل الفلسطيني: صحيح لا تفلق، ومفلوق لا تأكل، وكول لتنبط. هذا هو حال الفلسطيني اليوم، كاليَتيم على مائدة اللئام. ولهذا السبب يمنعون المقاصة، وهي أموال الضرائب الفلسطينية التي لا يملك لا إسرائيل ولا غيرها شرف منحها للفلسطينيين ، لانها اموال الضرائب الفلسطينية، يجمعونها باجر لا اقل ولا اكثر وعليهم تحويلها. لكنهم يقرصنونها تحت كل المسميات والاتهامات التي يلصقونها بنا. كما ويمنعون حتى الحديث أمام العالم من على منصة الأمم المتحدة حول حقوقنا الفلسطينية الثابتة التي لا تقبل التأويل، فسُحبت التأشيرة من السيد الرئيس وثمانين مسؤولاً فلسطينياً كما يدّعون. لا بد ان يفهم هؤلاء لقد بقيت عكا وسورها عصية على امواج البحر وهديره ، على طول الزمان.


لماذا يُترك الفلسطيني وحيداً؟ لسنا شعباً فائضاً عن الحاجة. أسهمنا ونُسهم ما استطعنا في التنمية البشرية والثقافية والعلمية في كل الإقليم. لماذا لا يستنهض العرب همتهم ويعيدون تفعيل شبكة الأمان العربية للشعب الفلسطيني؟ التجويع جريمة بشعة هي قرار اسرائيلي بامتياز على الشعب الفلسطيني ، فهل فرض على العرب المساهمة في تجويع الفلسطينيين؟ ، لماذا لا تستنهضون همتكم وأنتم تملكون من الوسائل ما يعيد التوازن الإقليمي إلى نصابه؟ نهضة الأمة العربية هي انتصار لفلسطين. نحن لا نريد إلا أن نرى القاهرة تزهو وتتألق، ودمشق تصدح بالعروبة، والرياض تشراب وتعلو بالعز والإيمان، وعمان بالقوة والمناعة، وكل العواصم العربية راياتها خفاقة عزيزة عصية على الغاصبين. إنه وقت الفعل أمام الحصار والقتل والجوع ، جريمة الاحتلال. 


نتطلع إلى غدٍ مشرق لا تلوث فيه. نريد أن نحقق آمالنا بعيداً عن الهمجية والقتل والدمار. نريد أن نرى دولة فلسطين ترى النور، لينعم أبناؤها بدفء أحضانها، وتستعيد تألقها في كل الحقول، وتسعد بالعلم والثقافة والإيمان ربوعها. فقطار الشرق ينتظر، وطال انتظاره.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸