تعزيز صمود المواطنين
بقلم مروان سلطان
29.8.2023
Marwansutan@yahoo.com
https://m.facebook.com/groups/alsbah/permalink/1731248127314967/?mibextid=qC1gEa
قبل يومين صرح دولة الوزراء ان اولوياتنا هو تعزيز صمود المواطنين، يعتبر هذا الشعار حقيقة اولويات العمل الوطني الفلسطيني منذ حدوث النكبة وحتى يومنا هذا.
هذا الشعار يعتبر العلامة الفارقة للوجود الفلسطيني على ارضه ووطنه اذا تم وضع خطة عمل يتم تنفيذها وفق برامج واولويات الحكومة الفلسطينية الرشيدة.
في ظل اجراءات تخضع لها الاراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال في عمليات التهجير كما هو الحال في الخان الاحمر وسوسيا في مسافر يطا وغير من القرى والمدن الفلسطينية، وسياسات الهدم للبيوت والكهوف والمدارس في مناطق ج ومنع البناء في تلك المناطق، اضافة الى منع استغلال المصادر الطبيعية للاراضي الفلسطينية وشح المياه وعدم السماح بحفر الابار وردم الينابيع ومنع الحركة في تلك المناطق ومناطق اخرى بسبب الحواجز الامنية والبوابات الحديدية بما يمكن ان نسميه نظام الابرتهايد العنصري الذي يخضع التجمعات السكانية في كنتونات مغلقة ومعقدة. كل هذه الاجراءات وغيرها ساهمت بشكل قاطع بتوليد الفقر والعوز لدى الجمهور الذي يعاني من تلك السياسات. هذه الحالة لا تعد حالات اجتماعية من الممكن ان تشرف عليها وزارة الاجتماعية ، هذه حالة اصحابها يخضعون لسياسة التهجير في اطار الاجراءات الاسرائيلية القاسية. وهي تحتاج الى خطة لمواجهتها يمكن ان ينفذها المحافظون في مناطقهم بالتعاون مع الحكومة لان جميع المحافظات تخضع لذات الاجراءات والسياسات الاسرائيلية. اليوم اعلن سموئيل سموريتش وبكل صراحة عن نيته الاستيلاء على مناطق ج ووضع الخطط من اجل دلك وتقوم الجهات المختصة والمستوطنين على تنفيذها، كيف سيواجه المواطن هذه الاجراءات دون خطة حكومية مانعة.
لنعود قليلا الى الوراء حيث اقدمت اسرائيل على تهجير سكان في مناطق في البلدة القديمة تقع بالقرب من الحرم الابراهيمي واستولت على تلك المنطقة في بيوتها وشوارعها ومحلاتها التجارية في اكبر عملية تطهير عرقي حدثت في الخليل. لقد اقدمت سلطات الاحتلال في حينه على فرض منع التجول لاكثر من خمسماية وخمسون يوما متتالية دون التزود بالماء والغذاء مما اضطر الناس على ترك منازلهم ومحلاتهم التجارية ودور عبادة ، حيث كانت تعتبر من اكثر المناطق حيوية في محافظة الخليل بل وفي فلسطين.
نعم نحن نريد تعزيز صمود المواطن ويجب ان يشعر المواطن انه ليس وحيدا في هذه المواجهة المصيرية، لا يمكن هزيمة العدو الذي يملك كل الامكانات دون خطة محكمة ومواطنا لا يملك الا ذلك البيت من الصفيح وفرنا من الطابون وبضع اغنام لا يدري اين يضعها.
لا شك ان الصمود الفلسطيني في المناطق المهددة بالمصادرة ، يعتبر صمودا فريدا من نوعه ويستحق منا الاحترام والتقدير ولكن استمراره امام الهجمة الشرسة للمستوطنين المدعومين من الجيش والحكومة الاسرائيلية يحتاج الى وقفة على المستوى الرسمي لاسنادهم.
تعزيز الصمود ولكل المواطنين يحتاج الى اعادة هيكلة المؤسسات الفلسطينية لتستجيب لهذا المشروع الوطني. فالبلديات والمنظمات الاهلية عليها مسؤوليات وطنية للمساهمة في المشاركة بهذا البرنامج الوطني الهام ، والذي صدق من قال " اما ان نكون او لا نكون".
تعليقات
إرسال تعليق