من 11 سبتمبر إلى 7 أكتوبر: اليد ذاتها والمخطط مستمر بين الابادة الجماعية وتمزيق الاوطان

 من 11 سبتمبر إلى 7 أكتوبر: اليد ذاتها والمخطط مستمر بين الابادة الجماعية وتمزيق الاوطان

بقلم مروان سلطان.    فلسطين 

25.7.2025

————————————————-


في كل يوم وفي كل ساعة، يزداد يقيني أن الأيدي الخفية التي خططت لهجمات الحادي عشر  من سبتمبر وان كان قد نفذتها حركة طالبان الافغانية في الولايات المتحدة، هي ذاتها العقلية التي خططت لهجوم السابع من أكتوبر ونفذتها حركة حماس.


الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001، اختلف فيها النقاد والساسة وكثر التاوييل فيها ، كانت الهجمات التي نُفذت على برجي التجارة العالمي في وسط نيويورك، حدثًا عالميًا إرهابيًا قُتل فيه الآلاف من الناس، وما زالت ملابساته مخفية. كان هذا الحدث هو السبب في قيام أمريكا باحتلال أفغانستان والعراق، وشن ما يسمى بالحرب على الإرهاب في كل أنحاء العالم. وكانت النتيجة أن قُتل الملايين ودُمرت دول تحت هذه المظلة. كثير من المحللين والسياسيين في العالم أشاروا إلى أن المخطط للهجوم على برجي التجارة جهات لها مصلحة في تدمير العالم الإسلامي، وإظهار الإسلام كعدو للغرب، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وغداة الحادث، الذي وصفه الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش، بـ"الهجمات الإرهابية" وتوعد عقاب منفذيها، أشار موقع "انفورميشن تايمز" الأميركي بأصابع الاتهام إلى اليهود، وأعلن مسؤوليتهم عن الحادث " الاندبندنت"."إغفال التحقيقات للأدلة... وغياب حطام الطائرة... وانفجار من الداخل... ونبوءة العرافين تدخل حيز التأويل. أحمد عبدالكريم". الأحد 10 سبتمبر 2023 

 

واليوم، أُدرك بقناعة تامة أن أحداث السابع من أكتوبر التي نُسبت إلى حركة حماس في غلاف غزة، وإن نُفذت فعليًا من قبل الحركة، فإن أيدٍ خفية هي من خططت لهذا الحدث. لماذا أقول ذلك؟ لأسباب أهمها:

أولًا، لدى إسرائيل المصلحة الكبرى في القضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية، ويحتاج ذلك إلى مبرر قوي أمام الرأي العام العالمي، وقد وفره الهجوم الذي نفذته حركة حماس.

ثانيًا، لقد شاهدت فيديو لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يتحدث إلى الجمهور الإسرائيلي قبل سنوات من تنفيذ الهجوم، يشرح فيه بدقة تفاصيل هجوم مزمع أن تقوم به حركة حماس على مناطق في غلاف غزة، بهدف الحصول على رهائن إسرائيليين لتبادل الأسرى بين الطرفين، ويشير فيه تحديدًا إلى استخدام الطائرات الشراعية من قبل قوات النخبة. وهذا الموضوع ياخذني الى السيناريو 11/9 الذي كتب سيناريو الهجوم احد الكتاب الامريكان ، ولربما قرأه احد المنفذين، والحال نفسه في هجوم السابع من اكتوبر تحدث به نتنياهو بتفاصيله ونقله قادة حماس لتنفيذه.


المهم في هذا المخطط بالنسبة للإسرائيليين هو حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة، وما نتج عنها من دمار هائل ومجاعة، وكل السيناريو الذي جرى بسبب تلك الحرب المجنونة على المدنيين الفلسطينيين. وفوق كل ذلك، فإن هذه الحرب أعطت الذريعة للإسرائيليين للاسقاط خيار إقامة دولة فلسطينية، ومنعها بكل الوسائل الممكنة بحجة أن الفلسطينيين إرهابيون، وأن السابع من أكتوبر ما زال حاضرًا في وجدان الإسرائيليين، ويبدو انهم في هذا المشروع قد حصلوا على تايير الرئيس ترامب والادارة الامريكية.


وهذا يدفعني للتساؤل على ضوء ذلك  عن جريمة الهولوكوست، ومن يقف وراءها، بهدف تهجير اليهود من ألمانيا إلى فلسطين. فمثل هذه المشاريع لا يمكن أن تقوم إلا تحت ذرائع قاهرة. واليوم، يجري تهجير الفلسطينيين رغم ما يُقال عن حقهم في العيش بكرامة وحرية، بينما المقصود فعليًا هو كرامة خارج الوطن، بعد تهجيرهم إلى دول ستستقبلهم.  هناك جريمة ولكن هناك من هو وراؤها!.


المشروع الذي أقدمت عليه حركة حماس، وأنا أفهم جيدا  النوايا والدوافع وراء الهجوم، إلا أن ما كان معدا سلفا هو ما يفسر الأمر، خاصة أن الهجوم لم يعترض بطلقة واحدة، رغم أن الغلاف في غزة معد لإطلاق الانذارات والنار بشكل أوتوماتيكي دون تدخل بشري. اكن يبدو ان هناك من قام بتعطيل النظام ، والغريب ان فرقة غزة تم سحبها من الغلاف الى منطقة الضفة الغربية عشية الهجوم ،والأغرب أن نتنياهو، الذي تشير المعلومات إلى علمه بموعد الهجوم، ترك الأمر دون اعتراض، حتى تم التنفيذ، ومن قتل في غزة قتلته الطائرات الاسرائيلية التي اطلقت النار عشوائيا وفق تحقيق رسمي من الشرطة الاسرائيلية.  ومن ثم تفجرت “عبقرية” نتنياهو بالرد الذي تجسد في حرب الإبادة، من القذائف إلى التجويع، ولا يزال حتى الآن يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية لمساءلته.


نعم، إن سيناريو 11 سبتمبر كان حاضرًا في تنفيذ هجوم غزة، لاسقاط مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ولتنفيذ مشروع القتل والتهجير من أجل تصفية الوجود الديموغرافي الفلسطيني الذي ترى فيه إسرائيل خطرًا عليها، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو داخل فلسطين المحتلة. اليوم تعاد انتاج الكارثة في السابع من اكتوبر وعبقرية الجريمة المنتظرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸