شروط نتنياهو لانهاء الحرب

 ‎شروط نتنياهو لانهاء الحرب

‎

بقلم مروان سلطان - فلسطين

26.12.2023

——————————————

- في مقال نشر بالأمس الاثنين في جريدة Wall Streetفي نيو يورك طرح نتنياهو رؤيته لانهاء الحرب في قطاع غزة ان له ثلاثة شروط لاحلال السلام في الشرق الأوسط:

- 1- القضاء على حماس؛

- ٢- نزع السلاح من قطاع غزة 

- ٣- ازالة التطرف من الشعب الفلسطيني.

هذه الشروط المعلنة لكن ما تهدف اليه دولة الاحتلال حقيقة اليه الحكومة الاسرائيلية الى تهجير الشعب الفلسطينيي ، وكل ما قامت الى الان يتمثل في استهداف المدينين وهذا ما يفسر فداحة الخسائر بينهم ممن ارتقى من الشهداء والجرحى وتدمير البيوت على ساكنيها اضافة الى استهداف المشافي ودور العبادة من الكنائس والجوامع ، ومناطق الايواء .

ونحن اليوم على ابواب الشهر الرابع للحرب ما زالت قضية المساعدات الانسانية تمر بمنعطفات ضيقة لم تمر بسلاسة بعد لان الاحتلال يضع العراقيل التي تخدم مصالحه في ذلك ولم يعمل على ابعاد المدنيين عن دائرة الاستهداف العسكري. 

ما يجري الان خلف الكواليس هو محاولة تحقيق الحلم الصهيوني في افراغ قطاع غزة من ساكنيها وتهجير اهالي غزة الى مناطق ودول اخرى، وهي تبحث وتعمل  وتفتش عن دول تقبل هجرة الغزيين اليها. 

وقد حاولت ان تهجرهم بشكل قسري ولم تنجح الى الان في ذلك. واليوم تتبنى مشروع ما يسمى التهجير الطوعي لاهالي غزة وطلبت من مصر ان تتسواق معها في هذا الموضوع لكن المصريين وقفوا سدا منيعا في هذا الاطار.

وحتى نفهم جيدا ماذا يدور في المشهد فقط اود ان اعلق على البند الثالث في خطة السيد نتنياهو للسلام في غزة.

يعني هذا شئ عجيب لو كانت دولة غير اسرائيل من تتكلم في ذلك استطيع ان افهمها ، اما اسرائيل وهي التي تعسكر المجتمع الاسرائيلي كله وبدون استثناء، كل الاسرائيلين يحصلون على التدريب العسكري وثقافة احتلال اراضي الغير بالقوة فقط في اسرائيل. هناك  تعبئة في هذه الدولة على كراهية العرب والاستعلاء على الاخرين بطريقة مقززة فقط في دولة الاحتلال. دولة الاحتلال تشعر انها فوق القانون الدولي وانها فوق الحساب لذا تتماهى باعمال القتل والتدمير دون رادع.السؤال اين هو مصدر التطرف؟ من يعزز لدى المواطنين اعمال القتل ويزودهم بالسلاح والتدريب والذخيرة اليست هي دولة الاحتلال؟ 

وهل لنا ان نسال السيد نتنياهو كيف سيتمكن من قياس ازالة التطرف؟ هو يتحدث عن عشرين عاما اخرى تحت الاحتلال والقهر العسكري لغزة ، بل للضفة الغربية ايضا ، يريد ان يجلس في الصفوف مع هؤلاء الاطفال المقهورين الذين فقدوا عائلاتهم وزملاؤهم في الاحياء والمدارس ، ويقول لهم انه رجل السلام، هل يريد ان يجلس مع اطفال لم يكونوا يصدقوا انهم خضعوا لنيران الحروب واعمال القتل والدمار ،ماذا سيقول لهم وهم لم يعودوا يتقنون هذه اللغة التي تعرف السلام لمن جرعهم ويلات الحرب.

قبل ان تكتب عن نظرياتك السلمية سيد نتنياهو انظر حولك جيدا ماذا سببت من الم وجروح لهؤلاء الاطفال لا يمحوها الزمن.

اي المدارس علمتك ومن اين الجامعات تخرجت لتقيس ازالة التطرف؟ ازل التطرف من حكومتك اولا ومن ثم من المستوطنين ! تجد ان التطرف انتهى ولا مكان له ابدا.

نهاية الاحتلال هو نهاية التطرف وبزواله ستنعمون بالسلام. اصنعوا السلام في قلوبكم في ثقافتكم تفوح عليكم روائحها وعبقها ، لا يجنى من الشوك العنب .