لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة
لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة
بقلم مروان سلطان - فلسطين
30.11.2023

-——-————————————————
ما يدفعني ان اكتب حول هذا الموضوع هو حجم الاحاديث والسنوريهات التي تتحدث عن غزة ما بعد الحرب ومن سيتولى اداراتها.
الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي والدول العربية الشقيقة لديها رؤيا وهو ان يتم ذلك بالتنسيق ودور السلطة الفلسطينية، ودولة الاحتلال لها رؤيا اخرى ان تفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وهو استمرار لسياسة الحكومة الاسرائيلية في تعزيز الانقسام وادارة دفته من قبلها وهي محاولةً منقبل الاحتلال على تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع التصفية والتهجير الطوعي والقسري . وطبعا توجد اراء اخرى لقيادات محلية او اقليمية ودولية تحاول ان تجد لها موطئ قدم في تلك البقعة الصغيرة.
اذكر ان مذيعة الجزيرة سالت المحلل العسكري اللواء دويري عن هذا الموضوع واذا ما كانت السلطة راغبة في ادارة دفة الحكم في غزة، حينها تفتئت عبقرية الرجل وقال نعم اعتقد ان السلطة الفلسطينية ستعمل على العودة الى غزة، وكان السؤال من هو الذي سيقبل بادارة غزة وياتي على ظهر دبابة اسرائيلية. لا اعرف كيف استنتج ذلك او كانت الاجابة بتحريض من قناة الجزيرة؟
التدخل في الشأن الفلسطيني دون اي مبرر وخاصة في ظل عدوان اسرائيلي طال الشجر والحجر والبشر ، وفي ظل دماء تنهمر مثل حبات المطر وجثث لا تجد من يواريها الثرى وانات جرحى لم تجد من يسعفها، وامهات ثكالى واناس جوعى وعطشى ولا تجد ما يسد رمقها. في ظل ظروف مثل هذه الظروف يسكت الكلام المباح وغير المباح ولا يجوز التطاول على حضرة هذا المقام.
بالامس اتصلت الادارة الامريكية بالرئيس عباس ، لتسال عن جهوزية السلطة الفلسطينية بالعودة الى قطاع غزة، وكان جوابه ان لا عودة الى القطاع الا ان تكون جزء من الدولة الفلسطينية مع رابط يتصل في الضفة الغربية ، ولا دخل للكيان الاسرائيلي بالشأن الفلسطيني.
كان هذا هو موقف السلطة الفلسطينية سابقا ، وهو اليوم ذات الموقف الذي لم يتغير لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة.
السلطة الفلسطينية لم تتخل يوما واحدا عن قطاع غزة منذ الانقلاب الذي حدث في 2007 على ايدي حماس ، وما زالت الخزينة الفلسطينية تتحمل الاعباء المنوطة بها في التعليم والصحة والقطاع العام بما نسبته يزيد عن نصف الموازنة الفلسطينية ودون اية عوائد ضريبية تدخل الخزينة الفلسطينية. وعندما قامت اسرائيل بالقرصنة وخصم المخصصات التي تحولها السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة ، رفضت الحكومة الفلسطينية استلام المقاصة ، وقامت بتحمل مسؤولياتها وتم اقتراض سلفة من البنوك المحلية وسددت ٪50 من راتب شهر اكتوبر للضفة الغربية وقطاع غزة.
الفوضى التي من الممكن ان يسببه اي فراغ سياسي في اليوم الثاني لانتهاء الحرب وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة ، ممكن ان تحدث متغيرات اقليمية غير محسوبة والدخول في صراعات وفوضى لا تتحمله غزة ولا الشعب الفلسطيني، وسيبقي الامر مقلقا لدول الاقليم، وهناك امثلة كثيرة في افغنستان ، وفي ليبيا وفي السودان وفي جنوب لبنان، فظهور قوى مسلحة بتمويل خارجي سيصبح من غير السهل اعادة ضبط الامور وتعم الفوضى.
الدمار الذي حل بغزة بسبب العدوان والدماء التي سالت والضحايا وتدمير البنية التحتية التي هي اصلا يشوبها الوهن ، جعل قطاع غزة منطقة غير جاذبة لاي كان سواء في الاقليم مثل جمهورية مصر العربية او السلطة الفلسطينية لتتولى ادارتها، دون رؤبا حقيقية تكون جزءا من دولة فلسطين التي هي استحقاق للشعب الفلسطيني.
قطاع غزة هو شان فلسطيني داخلي المطلوب من العالم ، من خلال الامم المتحدة ان يساعد الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف. المطلوب وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية وكف يد المستوطنين الذين يهددون بارتكاب مجازر بحق الفلسطينين اذا لم يهجروا اماكن سكناهم. المطلوب الان حماية دولية للشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال، الان الان وليس غدا.

تعليقات
إرسال تعليق