الولايات المتحدة تكبح جماح اسرائيل وفقا لمصالحها بقلم مروان سلطان
الولايات المتحدة تكبح جماح اسرائيل وفقا لمصالحها
بقلم مروان سلطان. فلسطين
27.10.2024
————————
تماما على عكس كل ما يقال ان اسرائيل هي التي تمسك بزمام الامور لسياسات الولايات المتحدة 🇺🇸 فيما يخص سياسات الاحتلال الاسرائيلي العدوانية على مختلف البرامج في الشأن الفلسطيني، او تدخلات اسرائيل باعتداءات على دول التي تحيط في فلسطين المحتلة، عسكريا وسياسيا، فلقد ثبت بما لا يدع للشك ان الولايات المتحدة 🇺🇸 اذا ما ارادت امرا في قضايا ذات طابع سياسي او عسكري فان اسرائيل تنصاع لرغبة الولايات المتحدة، وهذا ما عكسته الضربة الاسرائيلية لايران.
لقد ارعد وابرق الساسة الاسرائيليون لتوجية ضربة قاتلة ومميتة للجمهورية الايرانية ردا على الهجوم الصاروخي الذي قامت ايران على اسرائيل في الاول من اكتوبر 2024، وهو ما اطلقت عليه ايران الوعد الصادق 2. وتحدث الساسة الاسرائيليون وزمجروا ، بان ايران سوف تتلقى ضربة مميته ولن تعرف من اين تاتي الضربات لها.
لقد بنى رئيس الوزراء برنامجه السياسي على تدمير البرنامج النووي الايراني ولطالما تحدث نتنياهو عن الخطر النووي الايراني منذ 1993، ولقد وضع نتنياهو منذ وصوله الحكم نصب عينيه تدمير البرنامج النوري الايراني لانها تشكل خطر على اسرائيل وذلك من خلال الحشد الدولي لفرض عقوبات صارمة على ايران واذا لم تنجح العقوبات سوف يقوم باستعمال القوة العسكرية لتدمير هذا البرنامج، وكذلك تدمير الصناعات العسكرية الصاروخيّة البالستية وغيرها بعيدة المدى، وكذلك صناعة المسيرات التي ادهشت العالم بعمل المسيرات وبرنامجها العسكري والتجسسي ، كل هذا لم يحدث في الضربة الاسرائيلية الاخيرة قبل يومين يوم 25.10.2024،
لماذا اجبرت الولايات المتحدة اسرائيل بعدم التعرض للمفاعلات النووية والنفطية ايضا وكبحت جماحها بوقف مخططاتها في تدمير البرنامج النووي الايراني؟ بكل بساطة على القارئ ان يفهم ان هذا ليس حبا في ايران، الولايات تدير مصالحها في كل العالم بما فيها اسرائيل، وايران وكل الفيافي والقارات بما يخدم مصالحها العليا.
لا زالت ايران ، وفي نظر الولايات المتحدة تمثل العصا الغليظة التي تعتمد عليها في ارهاب الخليج العربي، لتبقى المسيطرة على الخليج العربي بانها المدافع عنه ضد اي تدخلات ايرانية في شانها، هذا من جانب ومن جانب اخر فان التعرض للمنشات النووية والنفطية الايرانية سوف يسهم في اضطرابات رفع الاسعار وهذا يسبب للولايات المتحدة مشكلة داخلية للناخب الامريكي الذي يتطلع الى انخفاض في اسعار النفط والطاقة في السوق الامريكية، وعلاوة على ذلك فان الولايات غير جاهزة لحرب اقليمية في الوقت الراهن ولم يتبقى على الانتخابات الامريكية سوى ايام قليلة. واسرائيل تحتاج الى الولايات المتحدة في حرب واسعة ، وخاصة ان محورها ايران واسرائيل.
هذا ما يفسر ان هل هناك تاثير للولايات المتحدة على اسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، وكذلك على لبنان ، وسوريا، نعم هناك تاثير كبير ويمكن للولايات المتحدة ان تكبح جماح اسرائيل لان اسرائيل بحاجة ماسة الى الولايات المتحدة 🇺🇸، لان الولايات المتحدة تقدم ترسانتها العسكرية بشكل مفتوح ودون قيود لاسرائيل عدى عن المساعدات المالية السخية لاسرائيل لدعم موازنتها.
مصالح الدول هي التي تحكم العلاقات الثنائية، ولذا الولايات المتحدة تدير مصالحا في كل انحاء العالم ، ومن خلالها نجد كيف ان هذه العلاقات تحكم سياسات الدول ، وخاصة اسرائيل في ادارة الاحتلال والعلاقات مع العالم العربي. في كل المسارات السابقة مما من شك ان اسرائيل تطلع الولايات على مل السياسات الاسرائيلة، سواء العسكرية منها او الاحتلالية او التطبيع مع دول الجوار. في هذا الخضم لم تقم الولايات المتحدة في اجبار اسرائيل على تعديل سياساتها لكن فقط من باب النصائح وليس من باب كبح الجماح لتلك السياسات، لكن عندما تمس المرضوع المصالح الامريكية فانها تكبح جماحها رغم ارادة اسرائيل المعاكسة لتوجهات الولايات المتحدة. وهذا ما حصل في الرد الاسرائيلي العسكري على ايران في هجوم الاخيرة الصاروخي مع بداية شهر اكتوبر. فهل ضاعت الفرصة على اسرائيل لضرب البرنامج النووي الايراني؟ ربما تتاخر الفرصة الثانية ، ولربما لن تاتي مرة اخرى وان اتيحت لاسرائيل ذلك ، فان المناخات سوف تكون مختلفة تماما ، وايران تكون قد دخلت النادي النووي وهذه حصانة كافية لحماية نفسها من العدوان الاسرائيلي.

تعليقات
إرسال تعليق