نتنياهو يقود اسرائيل من فشل الى فشل جديد ومن ازمة الى اخرى
نتنياهو يقود اسرائيل من فشل الى فشل جديد ومن ازمة الى اخرى
بقلم مروان سلطان
17.10.2023
تعتبر حكومة نتنياهو اليمينية والتي تضم اكثر الوزراء تطرفا في تاريخ اسرائبل ، قد تميزت بتعزيز الانقسام في اواسط الشعب الاسرائيلي، ودب فيها اوساطه الصراع السياسي ، ووصل هذا التناقض المجتمعي الى مستويات عالية مما شكل عبئا في كافة المجالات، ولاحظنا في الاشهر القليلة الماضية كيف ازدحمت الشوارع بالمتظاهرين من المعارضة الاسرائيلية. كما تعرضت هذه الحكومة الى انتقادات مختلفة من الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الى ان حدثت عملية عسكرية على حدود غزة قادتها حركة حماس ومشاركة فصائل فلسطينية اخرى في غزة تحت عنوان طوفان الاقصى يوم السابع من اكتوبر مما حدى بحكومة اليمين الى اشراك المعارضة ذات النفوذ التاريخي العسكري بحكومة حرب "طوارئ "جديدة استعداد لحالة الحرب التي تم الاعلان عنها.
تسببت حكومة اليمين الاسرائيلية بتدهور اقتصادي كبير ، وانخفض سعر الشيكل الى ادنى مستوياته مما اضطر البنك المركزي الى التدخل وبيع مليارات الدولارات يوميا خوفا من انخفاض جديد في اسعار الشيكل. كما ادى عدم الاستقرار السياسي الى هجرة الكثير من الشركات العاملة في مجال الهايتك الى الخارج وانسحبت معها العقول العاملة في هذا المجال. واغلقت كثير من المنشات الاقتصادية بسبب تدهور الحالة السياسية .
وكما اثارت تحركات الوزير بن غافير وبرنامجه المعلن في اقتحامات الاقصى مع المستوطنين بشكل يومي ومحاولة السيطرة عليه والتضييق على المسلمين الى رفع درجات عالية من التوتر في اوساط الفلسطينيين وقادة وزعماء الدول العربية وعلى راسها الاردن بصفته الوصي على المقدسات في القدس الشريف. ناهيك عن برنامج بن غافير في التضيق على الحركة الاسيرة ومحاولة المس بالخدمات وتحديدا زيارات الاقارب ، وخدمات اخرى كانت الحركة الاسيرة قد اكتسبتها عبر نضالات سنوات الاسر، مما استنفر الحركة الاسيرة والشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده ، اذ ان هذه المواضيع توحد الشعب الفلسطيني في كافة اطيافه.
ابن غافير قاد مجموعات المستوطنين في الضفة الغربية لارهاب الناس ، والقيام باعمال عنف استعرت رحاها في الضفة الغربية، وهذا يصب في فشل ذريع لاعمال الحكومة التي لا تساعد على الاستقرار والسلام لاي طرف من الاطراف في المنطقة. كما ان ابن غفير بصفته مسؤول عن الامن الداخلي لم يحقق انجازا واحدا في خفض وتيرة العنف في الوسط العربي وبقي الوضع على ما هو بل شاهدنا ازديادا لاعمال العنف في الوسط العربي.
والوزير سموريتش وزير المالية في حكومة نتنياهو ايضا كان فصلا من فصول الفشل ورفع وتيرة العنف في الضفة الغربية ، وكانت تصريحاته مثار استياء العديد من زعماء العالم وعلى راسها الولايات المتحدة، وساهم مع المستوطنين في اعمال الشغب والحرق في حوارة وترمسعيا وغيرها من مدن الضفة الغربية.
سيمورتش وبصفته وزيرا للمالية قام بتخفيض الموازنات للهيئات المحلية ليس لشئ الا فقط لانهم عرب وقام بنقل الاموال المخصصة لتطوير الهيئات المحلية الى المستوطنات في الضفة الغربية من اجل اعمال التوسع في البناء او القيام بانشاء مستوطنات جديدة.
ويعتبر الوزير سيموريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية وهو الذي تقدم بقانون الاستيطان الذي فوض بصلاحية الحكومة في موضوع الاستيطان .
وهو صاحب قانون التسوية الذي يهدف الى مصادرة اراضي في الضفة الغربية لصالح دولة اسرائيل.
وهو الذي تقدم بمشروع الحسم مع الفلسطينين والذي يتضمن ثلاث نقاط : - الهجرة الى الشتات - البقاء مع عدم الاعتراض والعمل في المعامل والمزارع في خدمة الاسرائيلين- السجن او الموت اذا ما تم الاعتراض من الفلسطينين.
هذا وذاك من الممارسات التي قامت بها حكومة نتنياهو والامعان في الاستيطان وافتعال العنف في الاراضي الفلسطينية قادت الى اشتعال المواجهة بين الفلسطينين ودولة الاحتلال ، ويرجح ان تتسع حالة المواجهة لتشمل بعض اقاليم الجوار.
ما من شك ان المشهد الحالي في الحرب على غزة كان طوق النجاة لنتنياهو الذي ادى الى تاجيل سقوط حكومته بسبب الفشل الذريع في ادارة دفة الحكم في الكيان الصهيوني وعزز حكومته بدخول اعضاء من المعارضة والعسكريين الاقوياء الى حين انتهاء المشهد الحربي مع غزة وبعض دول الاقليم. وحال انتهاء المشهد فهناك من الاتهامات ما يعجز عن ايقافها ومن المؤكد انها تنهي حياته السياسية، وانتهاء حكم اليمين في اسرائيل.
لا يمكن لقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والامنين تحت حجج واهية ان يستمر ، ولا يمكن ان يمر دون حساب . لقد اتسعت الرقعة على الراقع ولا يمكن رتق هذا المشهد البالي في دولة الاحتلال ، نحن اليوم على عتبة مشهد جديد له تاثيرة على دولة الاحتلال دون نتنياهو واليمين الاسرائيلي.

تعليقات
إرسال تعليق