الوعي الجماهيري والتكافل والتراحم لمواجهة مرحلة قد تكون صعبة في المحافظات الشمالية
بقلم مروان سلطان / فلسطين
30/10/2023
حالة الحرب واثارها على مختلف الاصعدة الانسانية والسياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية تلقي بذيولها على كافة قطاعات الشعب الفلسطيني وحجم تاثرهم، يفرضه اماكن تواجدهم وقربهم من العمليات العسكرية في قطاع غزة. اما في الضفة الغربية فان الواقع مختلف فالاحتلال فرض حالة وضع المحافظات الشمالية تحت الارادة العسكرية الاسرائيلية ، وقام بتعزيز ونشر قوات الاحتياط فيها وما يحمله من معان ان تكون الشوارع والمدن والقرى تحت الادارة العسكرية فقام باغلاق الكثير من مداخل المدن والقرى والمخيمات وعزز من حواجزه الثابته والمتحركة مما سبب اعاقة في الحركة وتوقفها في كثير من الاوقات .
يبدو اننا امام متغيرات متسارعة في المستقبل المنظور وخاصة ان الحالة القائمة في الصراع توحي ان الحالة العامة مقبلة على متغيرات صعبة تفرض اجندتها على الساحة الفلسطينية . الاحتلال وضع جميع اطياف الشعب الفلسطيني في معيار المشاركين في معركة طوفان الاقصى وبالتالي فكل الشعب الفلسطيني يخضع تحت بند حالة الحرب القائمة.
على سبيل المثال عطلت اسرائيل حركة المعابر بين الضفة الغربية والاردن مما شل من حركة المسافرين وهذا له اثاره على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشعب الفلسطيني . والغت اسرائيل حركة المرور باستعمال ما يسمى بوثيقة BMC عبر مطار بن غريون في اللد وطلبت من الذين غادروا البلاد عبر مطار بن غريون بالعودة عبر معبر الكرامة. اليوم اعلن ايضا وزير المالية الاسرائيلي سيموريتش عن نيته عدم تحويل اموال المقاصة الى السلطة الفلسطينية باعتبار ان بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية مؤيدين لمعركة طوفان الاقصى . الضفة الغربية تعيش اليوم تحت الانتقام الاسرائيلي من حالة الحرب في غزة، مما يتسبب حالة من العنف تتسبب في ارتقاء الشهداء والاعتقالات والتخريب في البيوت والضرب وغير ذلك من العنف التي تخضع لها المدن والقرى والمخيمات في المحافظات الشمالية، ناهيك عن الاضطرابات ونقاط التفتيش واغلاق الشوارع والمدن والقرى والمخيمات التي تضيق يوما بعد يوم.
اليوم علاوة على حالة الاضطهاد والعنف الذي يمارسه الاحتلال هناك تركيز عال من الاعلام الموجه الذي يصنف شرائح المجتمع ويحاول لخلق بلبلة بين اوساط الشعب الفلسطيني من خلال كيل وتوجيه اتهامات ما بين الخيانة والتامر ولعل من ابرزها تعزيز الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر مختلف الادعاءات للدعاية الاعلامية الصهيونية.
اليوم فقد الاف العمال في السوق الاسرائيلي عملهم بسبب ظروف الحرب. وفي الضفة الغربية تقلصت الاعمال الى اقل من نسبة الثلث الواقع العمل للايدي العاملة.
الحالة القادمة تنذر باستنفار المستوطنين وخاصة قد تم تسليحهم بشكل بالاسلحة الرشاشة ولهم كثير من الاستفزازات عبر الشوارع ومهاجمة المناطق المحاذية للاستيطان والمناطق الزراعية حيث يقوم المستوطنون بمهاجمة المزارعين اثناء موسم حصاد الزيتون وهو من اهم المحاصيل الاقتصادية التي يعتمد عليها المزارعين الفلسطينين .
الحالة الاجتماعية والاقتصادية والامنية التي يواجهها المواطن الفلسطيني تتطلب تحضيرا واعداد لمرحلة مقبلة من الاستعدادات للحماية الشعبية وتعزيز الاقتصاد المقاوم والتكافل والتراحم بين الاسر التي تواجه حالة اقتصادية صعبة. وهذه تتطلب شراكة مجتمعية حكومية وشعبية يقف فيها الجميع عند مسؤولياته الوطنية.
اعتقد جازما ان قيادة الشعب الفلسطينية يجب ان تعزز في هيئتها وكوادرها مستلزمات المرحلة القادمة ، وبالتالي ضرورة الاعداد لها وفق ما تراه القيادة لضمان سلامة وامن المجتمع الفلسطيني.

تعليقات
إرسال تعليق