نتنياهو يشدد الخناق على الرئيس بايدن ومرشحة الرئاسة الامريكية هاريس لصالح الرئيس ترامب بقلم مروان سلطان. فلسطين

 نتنياهو يشدد الخناق على الرئيس بايدن ومرشحة الرئاسة الامريكية هاريس لصالح الرئيس ترامب

بقلم مروان سلطان.      فلسطين

5.9.2024

——————————————

منذ اللحظات الاولى للسابع من اكتوبر وضع الرئيس بايدن كل إمكاناته الرئاسية لمقدرات الحرب وارسل ترسانة اسلحة لاسرائيل من كل ما عرفته الصناعة الحديثة للقذائف الذكية وغيرها الثقيلة منها وغيرها ، عدى عن تامين حدود اسرائيل بالبوارج والطائرات المسيرة المخصصة للمعلومات ، وتلك التي تحمل القذائف والرشاشات ، والطائرات F22.F35 الخ من تلك العدات الحربية ، بل وفتحت جسرا  جويا من اجل ايصال تلك المساعدات العسكرية ، كل ذلك كان سلبا في اعداد الضحايا الفلسطينين بعشرات الالاف الذي سقطوا،  والجنود يتقهقهون ويرسلون الصور هدايا الى امهاتهم وخليلاتهم يتباهون بما يقتلون ويدمرون. ولم يال الرئيس بايدن جهدا بعاتب عليه في دفع المفاوضات من اجل تحقيق هدنة يتم فيها الافراج عن المحتجزين الاسرائيلين لدى حركة حماس. فقد شارك رئيس المخابرات الامريكية بنفسه في الاعداد لصفقات في المفاوضات التي تجري في القاهرة والدوحة وتلك التي تم الاتفاق على اطار عام للتفاوض في باريس. وجلس الرئيس بايدن في البيت الابيض يتابع عن كثب اولا باول ويطلق العنان للتفاؤل حول الوصول الى صفقة يتم من خلالها وقف الحرب والافراج عن الرهائن. كل هذا وغيره ورئيس وزراء دولة الاحتلال لم يرف له جفن ، من اجل الاستجابة لتلك الجهود المضنية من اجل الموافقة على الصفقة للهدنة في غزة. 

لا يوجد ما يعيب تلك الصفقات لصالح الكيان الصهيوني، بل هي معظمها تمنح اسرائيل ايجابيات افضل للاشراف والهيمنة، وتحقيق المطالب. وبالرغم من ان الصفقة الاخيرة تقدم بها نتنياهو وعرضها الرئيس بايدن ، ولاقت استجابة حماس الا ان نتنياهو ظل يماطل ويخرج بمطالب جديدة كلما انتهى من اتفاق . الدخول بالتفاصيل ليس محور الحديث ، لكن بقي نتنياهو ينقل المفاوضات من محور الى محور في كل مرة يتعطل معها مسار الاتفاق.

وفي ظل هذ ما يمكن ان نسميه " حوار الطرشان" تستمر معاناة الغزيين ويزداد معها اعداد الشهداء والجرحى والمعاناة التي لا توصف ، كما تزداد معاناة المحتجزين واهاليهم ، وقد تعرض بعضهم الى القتل. لقد اصبح واضحا ان نتنياهو يطيل امد الحرب المفروضة على غزة لما بعد الانتخابات الامريكية ، لا يريد نتنياهو ان يستفيد الرئيس بايدن من تحقيق انجاز يحقق للحزب الديمقراطي الفوز في الانتخابات الامريكية. 

نتنياهو يعمل من اجل وصول الحزب الجمهوري برئاسة ترامب الى البيت الابيض حيث هناك صفقة يبدو انه تم الاتفاق فيها مع ترامب ، يقوم ترامب لانهاء الحرب وتحقيق احلام نتنياهو في توسيع "مساحة اسرائيل " الحالية لتضم الضفة الغربية او اغلبها وكذلك قطاع غزة ، وبالتالي تغير معالم خارطة المنطقة.

صحيح ان نتنياهو قد خسر شعبيته بعد السابع من اكتوبر 2023، الا انه استعادها سريعا بعد عمليات الاغتيال اللتي قامت بها اسرائيل في طهران والضاحية الجنوبية ، وقطاع غزة، وكذلك استعادة بعض المحتجزين لدى حماس. اما تحالفه مع ترامب اذا ما قدر للاخير الفوز في الانتخابات الامريكية فانه سيتوج نتنياهو ملكا على اسرائيل، هوس نتنياهو الذي يعشعش في دماغه ، واحلامه في ان يكون عظيم اسرائيل وشمشون الجبار الذي حقق عظمة اسرائيل، ويمنحه العفو عما يلاحقه من قضايا تزج به في غياهب السجون. الوهم والخيال يصنع الجنون وها نحن نرى مجانين هذا العصر من امثال التتر ، والمغول ، ونيرون وسيبقى مجرما اما العالم والتاريخ ، وان لم تستطع العدالة ان تاخذ مجراها في هذا العالم الذي لديه مكاييل يزن بها جرائم البشر ، ولكن عدالة الله قد تسبق ويحق العدل على الارض.