لو كنت الوزير الاول لعملت على بناء كتلة وطنية مانعة في شقي الوطن وفي الشتات
لو كنت الوزير الاول لعملت على بناء كتلة وطنية مانعة في شقي الوطن وفي الشتات
بقلم مروان سلطان
24.8.2024
ما كنت اكتب هذا المقال لولا ان دمائي وعروقي تلتهب وتحترق الما عندما ارى واسمع ما تؤول اليه الامور في بلدي.
وما كنت اكتب هذا المقال لولا ان الامور تسير الى خراب،ولا يسعدني ان اكون مطيا في ظل واقع مرير يفرض الاحتلال ارادته على على هذا الوطن العزيز.
ولا كنت ارغب ان اكون هذا المواطن الانسان وقد تغيرت المسميات وتعددت المفاهيم وتعطلت الافاق والهمم في بلادي. ومع ثقتي الكبيرة التي لا تنزع في دولة رئيس الوزراء الاخ ابو ابراهيم والوزراء الكرام، الا انني كمواطن اجد نفسي مؤتمنا على خلجات المعاناة لابناء وطني، وكي نعمل جميعا على ردء ما يعصف بالوطن والموطن.
فكيف لا وانت ترى فوضى عارمة تجرف كل معاني الانسانية في مجتمعنا وتفرض اجندتها على المجتمع افرادا وجماعات، مؤسسات وتنظيمات.، وما فوضى السلاح على سليل المثال وليس للحصر وانتشارها في ايدي العامة الا شكل من اشكال الفوضى.
ولا اعرف هل اريد لمجتمعنا وإنساننا الفلسطيني خاصة والعربي عامة ان يكون بهذا الشكل ام هي الصدف اوالتطور الذي طرئ على هذ المجتمع باسره. بدون شك الاجابة تتسلسل في مضمون المقال ومعانيه ، وبنيته.
وعودا على بدء ، فان اهم واغلى من نملك في فلسطين هي المقدرات البشرية في المجتمع الفلسطيني. واذا ما قدر له ان يعوم دونما مرجعيات وركائز مجتمعية فانه سيؤول الى ضياع ومن سيكون سببه ولماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه ؟
فلسفة بناء الشعوب هي من الاولويات التي من المفترض ان تخط بحروف من ذهب ، وتعمل الحكومات مع كل الجهات من منظمات ومؤسسات وطنية على انجازها لبناء اجسام صحيحة سليمة غير معتلة. هنا اود ان انوه اننا نرفض جملة وتفصيلا تيارات تحاول ان تفرض رؤيتاها على الشعوب اثبتت فشلها وعدم قدرتها على القيادة.نحن نريد اجساما صحيحة غير عليلة تقود الامة نحو الخروج من قعر الزجاجة. نريد اجساما صقلها التعليم ، نريد اجساما صقلتها التجربة، نريد اجساما لا يعتريها المرض، وكلما تعمقت في المواقع كلما ازدادت به التصاقا.نحن نريد اجساما زاهدة في حكمها ، زاهدة في التصاقها في كرسي الحكم.
نريد في اولوياتنا ان نعد النشىء الذي ستؤول اليه الامانة ، بعدما يشيخ اولى الامر، ونجد الفرصة المناسبة لتعليمهم وصقل تجربتهم والاخذ بيدهم الى بر الامان ليستطيعوا مواجهة الحياة وعللها.
نريد تصالح مجتمعي مبني على اساس المواطنة الصالحة، يستند اليها في بناء كتلة مدنية مانعة همها الاكبر الوطن والارض والهوية. نريد اجندة وطنية محسوبة خطواتها في بناء هذاه البنية المانعة ، ممنوع عليها اثارة النعرات ممنوع عليها ان تتكلم في التفاضلات بين الاحزاب. همها الاكبر الوطن ثم الوطن فهو الذي يتسع للجميع. لا مكان للتقاعس ، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
وهنا نسال انفسنا هل من الممكن ان يحدث هذا، في ظل مجتمع يرى كل شخص فيه انه قائد وطني منقطع النظير، وعلى راي احدهم كل فينا يرى نفسه ابا عمار الصغير.
طبعا هنا معادلة صعبة فالانقسام الذي يتربع في غزة هو يتجذر في الضفة بين الاسلاميين وحركة فتح . هذه حقيقة دامغة ، والكل يعرف ان الوطن ممزق وان الارض تاكلت بسبب الاستيطان وقضى على النواة الصلبة لاقامة كيان فلسطيني مستقبلي متواصل جغرافيا بعيدا عن الهيمنة الاسرائيلية مستمرة.
لا شك ان التناحر السياسي هو احد اوجه الظلام الذي يفرض نفسه على الساحة الفلسطينية. وحتى بين التنظيم الواحد فالقوى والتناحر يؤدي الى العبث السياسي الذي يفرض اجندته عل الوطن والمواطن.
طبعا وفي ظل هذا الواقع المرير استغل اللاعبين في الساحة العربية والفلسطينية اجندتهم التي لا تتناسب والقيم التي نتطلع اليها في وحدة العرب من المحيط الى الخليج ليبدئوا سياستهم العلنية في اقامة علاقات ديبلوماسية واتفاقيات سلام مع اسرائيل ، وقد اداروا ظهورهم الى الالتزام الاخلاقي العربي العربي وتلك المعاهدات والاتفاقيات التي تنادوا فيها سابقا.
اذا نحن امام واقع اجتماعي مترهل ،نحتاج الى من يقود وينهي حقبة مريضة من التاريخ الفلسطيني.نريد من يبني كتلة مانعة في كل فرد من ابناء الشعب الفلسطيني، "لتكونوا خير امة اخرجت لللناس"كما وصفها الله تعالى ، " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ".
نعم ان هذا ممكن فدولة الايمان والعدل بنيت على انقاض المجتمع القرشي الذي عصفت به بني قريظة، وصلاح الدين جاء ووحد المجتمع العربي على انقاض الامارات المتناثرة. وفي العالم الحديث فان اليوم دولة رواندا قامت دولة حديثة ونهضت في مجتمع اثقلته الحرب الاهلية، وهم الان بدئوا حركة لتصنيع السيارات بالتعاون مع شركة فولكسفاجن الالمانية وايضا اطلقوا الاقمار الاصطناعية لتزويد الشعب الرواندي بشبكة الاتصالات الحديثة.
كل شيء ممكن عندما تتجلى بالارادة وبالنهوض في هذا الشعب ، من التخلف الى الريادة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليم والصحة والنقل والمواصلات…. الخ
واذا توفرت الارادة فهناك الوسيلة.
Marwansutan@yahoo.com

تعليقات
إرسال تعليق