كرة الثلج تتدحرج وتكبر

بقلم مروان سلطان

23.8.2023

التعنت الاسرائيلي في استمرار الاحتلال ومحاولة السيطرة على الضفة الغربية، من خلال اعمال الاستيطان ونهب الارض والمضايقة على الشعب الفلسطيني من خلال مصادرة الاراضي واعمال الهدم لمئات الابنية السكنية واخرى تستخدم كمدارس في مناطق ج ، وغير ذلك من الاجراءات الاحتلالية التعسفية، كان لهذا ردة فعل طبيعية من الشعب الفلسطيني في خطى ثابتة نحو انتفاضة ثالثة وهي ككرة الثلج تستمر في التدحرج وتكبر للتسع ونصبح امام واقع جديد له ما له وعليه ما عليه تتحمل اسرائيل نتائجة اي كانت والى ماذا تؤول اذا لم تعود الى رشدها وتتخلص من الاحتلال وتبعياته.

الشعب الفلسطيني كاي من شعوب العالم شعب حر يبتغي حريته وتقرير مصيرة بعيدا عن الاحتلال والمساومة على حقوقة المشروعة في الحرية والاستقلال. ولقد خاض الشعب الفلسطيني انتفاضته الاولى في سنة 1987، والتي ابرزت هويته السياسية كشعب له حقووقه المشروعة في نيل حريته واستقلاله وقد افرزت هذه الانتفاضة اتفاقية اوسلو المؤقتة مدتها خمس سنوات على تبدء المفاوضات النهائية في انهاء الاحتلال. لكن هذه الاتفاقية ماتت بمقتل اسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل الذي قتله اليمين الاسرائيلي بادعاء ان اسحق رابين خائن لمبادئ الصهيونية . وهنا الاسهاب في هذا الموضوع يخرجنا عن جوهر المقال لذا نعرج عليه للتنويه.

ومن ثم في سنة 2000 دخل الشعب  الفلسطين في مرحلة جديدة  معركة الاقصى  " الانتفاضة الثانية" بعد تعثر المفاوضات الاسرائيلية التي جرت برعاية امريكية في منتجع كامب ديفيد ودخول ارئيل شارون الى باحات المسجد الاقصى في تحد جديد من الجانب الاسرائيلي للفلسطينين . وقامت القوات الاسرائيلية باجتياح المدن الفلسطينية واعادة احتلال الضفة الغربية  التي كانت قد اعادت الانتشار فيها بموجب اتفاقية اوسلو.

احتلال الضفة الغربية من قبل اسرائيل احدث ارباكا في عمل الاجهزة الامنية والمدنية الفلسطينية، فالامن الفلسطيني اصابه الارتباك بعمل الاجهزة الامنية الاسرائيلية في الضفة الغربية وفي مناطق كانت تحت سيطرتها منذ نشاتها، ومن المفارقات ان تقوم الاجهزة الامنية الفلسطينية بوضع حواجزها في منطقة وتقوم أجهزة الامن الاسرائيلية اما باعلان المنطقة صفر صفر بمعنى هذ التعبير يعني ان الامن الفلسطيني عليه ان يعود الى ثكناته. او تتجرأ الدوريات الاسرائيلية بوضع حواجز لها على قرب من الحاجز الفلسطيني وهذا يسبب حرجا كبيرا للاجهزة الامنية الفلسطينية التي تحمل الهم الوطني مما يطرها ايضا  الى مغادرة المكان ، وهذا الحال اصاب الأجهزة الامنية في مقتل ، عدى عن عدم قدرتها بالوصول المناطق تحت السيطرة الاسرائيلية ترعرع فيها الخارجون عن القانون وهي مناطق ج.

اما ادارة الجهاز المدني فقد فقدت السيطرة على المراقبة نظرا للوضع الامني والسياسي الذي اصابه العطب ، لذلك فان الجمهور اخذ في التعبير عن هذه الحالة وبصراحة وان الوضع لا يطاق. هنا يمكن ان اقول ان تقديم الخدمة للمواطن تعتمد على طبيعة الادارة فيما لديها المناعة لتقاوم وتنهض او الاستسلام والترهل.

اينما يوجد خلل يترعرع في ظله تيارات وافكار خارج اطار الهدف المرسوم في الاستنهاض والحرية والاستقلال. ومهما العناصر الثورية التي لا ترتبط في مسيرتها بالعمق الثقافي للشعوب  فان بندقيتها ومسيرتها يصيبها الخلل والعطب وتنحرف المسيرة. المسيرة الثورية تحتاج الى حاضنة شعبها حتى تاخذ شرعيتها وتستطيع ان تستمر في نهجها .

يقول الاخ القائد ياسر عرفات "الثورة هي نبض شاعر وريشةُ فنان وقلمُ كاتب ومبضع جراح وابرة لفتاة تخيط فيها قميص فدائي، فكما قال الشهيد ياسـر عرفات " إن عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية فلو كانت بندقية وحدها لكانت قاطعة طريق."


بعد استمرار الحالة الفلسطينية وجمودها اخذ الوضع العام يزداد سوءا واسرائيل شنت حملات شعواء لتنفيذ سياستها الاستيطانية، وصارت الى تمحور سياسات لاخضاع الشعب الفلسطيني وفقد ايمانه بقيادته، بل وعمدت الى تفريغ السلطة من محتواها وابقائها سلطة جباية لا اقل ولا اكثر. وسعت الى الانهيار النفسي للشعب الفلسطيني  من خلال مختلف البرامج الموجهة في التضليل الاعلامي وبتقنيات عالية وبمساعدة بعض دول الاقليم الى توجيه الضربات الى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

لماذا كل هذا ، ذلك بسبب قيام السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس في احراج الاحتلال الاسرائيلي وادانته بسبب تلك السياسات. وكان الرئيس قد شدد من حبل الخناق على الاحتلال الاسرائيلي في هيئات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ، حتى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد صرح بمقولته امام الاعلام " بحقارة قرارات الهيئة العامة للامم المتحدة. والذي يتنكر اليوم ان الضفة الغربية محتلة با واصبح يشدد على انها ارض اسرائيلية. ويقول ليبرمان عن الرئيس عباس بانه الارهابي الديبلوماسي.

المقاومة لها اشكال متعددة وهي تشتد وتتطور سلميا او عسكريا او سياسيا وفق الحالة الراهنة “ status qua” للوضع القائم. الجميع قد اثر فيه الاحتلال اما من كان له شهيدا او جريحا او اسيرا او مكلوما بهدم بيته او مبعدا عن سكناه ومسجده، ومنهم من تشتت اسرته وتوزعت على كل المعمورة. ملايين البشر ما تقبع في المخيمات وما ادراك ما المخيمات، كل حالة منها خلقت برميل بارود متفجر ، سينفجر في كل لحظة. انها حالة من الاستنفار تستمر وتتصاعد وفق جرائم الاحتلال. هذه الكلمات العابرة كلفت ابناء الشعب الفلسطيني زهرة اعمارهم وجل مدخراتهم ، وتوزع احزانهم ودموعهم الوديان والانهار في بقاع الارض. ثم يقولون ارهابيون ومن انتم ايها المجرمون اليس كل ما تقومون به ارهاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸