الوهم بالردع والنصر يقود منطقة الشرق الاوسط الى حرب اقليمية عنوانها الموت ثم الموت بقلم مروان سلطان. فلسطين
الوهم بالردع والنصر يقود منطقة الشرق الاوسط الى حرب اقليمية عنوانها الموت ثم الموت
بقلم مروان سلطان. فلسطين31. 7. 2024
——————————————
منذ عملية السابع من اكتوبر واسرائيل تحاول استعادة صورة هيبتها التي تقول انها فقدتها والبحث عن صورة نصر ذو مغزى يحقق لها استعادة هيبتها. العمليات العسكرية التي ما زالت تخوضها في قطاع غزة وارتكبت في ذلك ابشع الجرائم التي استشهد فيها ما يربو عن خمسون الفا من المواطنين واصيب اكثر من مائة الف شخص، معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ، ودمرت البيوت والمرافق الصحية والتعليمية والخدماتية فيها. لقد جعلت اسرائيل من قطاع غزة ارضا محروقة يصعب العيش فيها، وما زالت طائرتها والياتها العسكرية تعمل في غزة واعداد الضحايا في ازدياد مستمر، كل ذلك من اجل زرع نظرية الردع الاسرائيلي، في قلب الشعب الفلسطيني، وهو لم يشبع غريزتها في الانتقام والردع والبحث عن صورة نصر يعيد لها مكانتها الاقليمية والعالمية.
واعلنت ايضا اسرائيل على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية ان قادة حماس والمسؤولون عن عملية السابع من اكتوبر هم هدف اسرائيلي للاغتيال، فكان الشهيد صالح العاروري الذي تم استهدافه في الضاحية الجنوبية من بيروت. والشيخ العاروري يعتبر من الشخصيات الوازنة في حركة حماس ويعتبر من الداعمين لانهاء الانقسام الفلسطيني، وكان له العديد من اللقاءات المهمة مع امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وبذلك ارادت اسرائيل في اغتيال العاروري اغتيال الوحدة الفلسطينية والابقاء على الانقسام الفلسطيني.
واستطاعت اسرائيل ان تصل في اغتيالاتها الى اغتيال قيادات عديدة لحزب الله اللبناني حيث تدور معارك طاحنة على الحدود الشمالية بين حزب الله واسرائيل عرفها المراقبون العسكريون بانها حرب وفق قواعد الاشتباك المحدود منذ بدء العمليات العسكرية وحتى هذه اللحظة ، ارتفاع حدة الاشتباك اليوم ارتفاع وتيرتها باغتيال احد المسؤولين الكبار يوم امس وهو فؤاد شكر المسؤول عن وحدة الصواريخ عالية التقنية لدى حزب الله، وجاءت هذه العملية بذريعة الرد على صاروخ اطلقه حزب الله على مجدل شمس وقتل بسببه اثنى عشر طفلا وطفلة سورية في الجولان المحتل، سكان مجدل شمس اشاروا ان هذا الصاروخ هو صاروخ صادر عن القبة الحديدية انطلق من قاعدة عسكرية اسرائيلية في الجولان ضل طريقه وسقط في ملعب الاطفال.
وفي اطار سياسة الردع الاسرائيلية اقدمت اسرائيل على ضرب ميناء الحديدة في اليمن ، ردا على مسيرة يمنية انفجرت في حي وسط تل ابيب وبالقرب من السفارة الامريكية في تل ابيب. ولقد اعلنت اسرائيل ان الرد الاسرائيلي يجب ان يرى نيرانه وان لا يغيب صورة الرد عن ذهن كل من يرى النار التي وصلت عنان السماء بسبب احتراق مصفاة النفط في ميناء الحديدة.
الامر الذي قد يذهل السامع والمشاهد هو ما قامت به اسرائيل باغتيالات في وسط ايران ، حيث توحي الشواهد ان مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ان اسرائيل هي وراء هذا الاغتيال، ولكن يبدو ان التحقيقات لم تظهر شيئا يتحدث حول هذه الحادثة، لكن قد تكون اغتيال رئيس حركة حماس في طهران مؤشرا كبيرا على ارتكاب اسرائيل عملية اغتيال الرئيس الايراني وهو مؤشر كبير على قوة الردع الاسرائيلية وان ذراع النمر ومخالبه حقيقة وصلت بعيدا الى الاف الكيلومترات بعيدا عن تل ابيب وفي وسط العاصمة الايرانية طهران.
اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية تعتبر علامة فارقة في استعادة هيبة اسرائيل وقوة الردع الاسرائيلية، وهي قد تكو احدى نتاج زيارة نتنياهو الى واشنطن التي من المحتمل ان تكون قد اعطت ضوءا اخضر لاغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية . لكن ما لم تحسب حسابه اسرئيل بعد كل هذه الضربات والاغتيالات كيف لهذه الجبهات الساخنة ان تؤول في الشرق الاوسط. اختراق العواصم والدول لها حساباتها التي اعتقد اسرائيل وحلفاؤها تعلمها.
صحيح ان هذه المعركة هي تعود بالفائدة على نتنياهو شخصيا حيث سيبرز نتنياهو منتصرا او تمنحه صورة النصر الذي يبحث عنه ليسوقه الى الجمهور الاسرائيلي ، ولكنها ستعود على اسرائيل بالضرر الكبير لانها قد تعود بحرب بين اسرائيل ودول الاقليم لا يعرف متى تنتهي وما الشكل الذي تنتهي به !. يبدو ان اسرائيل لا يوجد في اجندتها مكان الا لاشعال الحروب ولا مكان للعقل ، ان يحكم علاقاتها بجيرانها. اسرائيل لا يمكن لها بشكل واضح ان تعيش دون ان تفهم العالم العربي والاسلامي انها من الممكن ان تبطش بهم اذا لم يطأطئوا راسهم امامها.

تعليقات
إرسال تعليق