اسرائيل في الزاوية الحرجة

 اسرائيل في الزاوية الحرجة 

بقلم مروان سلطان

29.7.2023



https://m.facebook.com/groups/alsbah/permalink/1715581205548326/?mibextid=qC1gEa


جرت العادة دوما ان تعمل اسرائيل على احباط اي مشروع يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني من خلال التضليل والمراوغة، ولا تكتفي في ذلك بل تعمل على تجنيد المؤيديين الدائمين والداعمين  لها وخاصة القوى الكبرى لاحباط هذه المشاريع .  واسرائيل كعادتها تلجاء طلبا للدعم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللواتي تقدمان الدعم دون التحفظ وبلا حدود دعما لدولة الاحتلال ودونما محاولة ردعها.

اسرائيل قامت بتسليم ردها الى المحكمة الجنائية بشان استمرار  احتلالها للاراضي الفلسطينية حيث جاء في الرد ان المحكمة لا تملك صلاحية النظر في الطلب الفلسطيني والنظر في التبعات القانونية لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، عنجهية الدولة المارقة والخارجة عن القانون الدولي دون رادع .وجاء في ردها ايضا ان الخلاف حو ل المناطق المحتلة  يحل عبر المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني و الاسرائيلي ، سياسة اسرائيلية ممنهجة من اجل الاستفراد في الخصم ، وباستعمال المراوغة حينا والضغط حينا اخر لتحصيل ما يمكن تحصيله عبر بوابة ما يسمى بالمفاوضات الثنائية. اسرائيل تريد ان تساوم على الضفة الغربية وان اي تنازل لها فيها سيعتبره الوسطاء ثمنا باهظا دفعته اسرائيل ، وينسون ان الشعب الفلسطيني قد خسر فلسطين التاريخية والتي تساوي %78 ، وهم يساومون على % 22 منها. وكانت اسرائيل وعبر الجهات الرسمية اكدت مرارا رفضها التعاون مع المحكمة الدولية معتبرة ان لا صلاحيات لها على الاراضي الفلسطينية، وحال صدور قرارات عنها فتلك القرارات غير ملزمة لها.

وكردة فعل على الالتماس للمحكمة الدولية قامت اسرائيل وفرضت عقوبات على السلطة الوطنية الفلسطينية.

الرد الاسرائيلي وان بدى غير مكترثا بموضوع المحكمة الا انه شكل لها قلقا ، من الممكن ان يتشكل على اثرها  لوبي دولي يصبح من الصعب تفادي قرارات المحكمة الدولية . وللحقيقة فان قرار المحكمة سيشكل مرجعية بخصوص الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وبالتالي من المؤكد ان هذا القرار سيبنى عليه كاحد المرجعيات القانونية الهامة في موضوع احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، ومصادرة الاراضي الفلسطينية، سيكون له تبعايته على المستقبل المنظور والبعيد للقضية الفلسطينية.

هذه الصفعة للاحتلال تاتي وعوامل التغير على الارض الفلسطينية تعمل على مدار الساعة لتثبيت حقائق على الارض تحاول من خلالها اسرائيل المراوغة والتسويف في حال التفاوض مع الفلسطينين مستقبلا ، ولتبدو انها دفعت ثمنا غاليا مقابل السلام .

وتزامن الرد الاسرائيلي امام جهود الولايات المتحدة الاميركية للتوسط بين المملكة العربية السعودية واسرائيل، حيث تبذل ادارة الرئيس الامريكي بايدن جهود كبيرة لاتمام صفقة بين الجهتين السعودية والاسرائيلية، حيث يراهن الامريكان على قبول اسرائيل  وخاصة تلك الحكومة الاسرائيلية المتطرفة  بالصفقة مع المملكة العربية السعودية وتتضمن حل القضية الفلسطينية وفق اقوال الصحفي الامريكي الشهير فريدمان. اذ يراهن البيت الابيض على ان هذه الحكومة عليها ان توازن بين الاستيطان والعداء الذي تحملة المكاسب الذي سوف تحققه صفقة التطبيع.

ومن جهة اخرى ، حقق فريق المقاطعة BDS نجاحا مع جمعية الانثروبولوجيا الامريكية في التصويت على دعم النداء الفلسطيني للمقاطعة الاكاديمية وقطع العلاقات مع الجامعات الاسرائيلية. هذا الحراك له تاثيره الكبير على الحد من التعنت الاسرائيلي في استمرار احتلال الاراضي الفلسطينية.

وفي المختصر نقول ان اسرائيل وفي ظل الازمات الداخلية التي تعيشها، فان القضية الفلسطينة تلاحقها وتسبب لها ارقا يضعها في زاوية حرجة امام المجتمع الدولي وذلك بسبب اطماعها التوسعية والاستيطانية وسياساتها العنصرية التي يدركها المجتمع الدولي، لا يمكن للجنون ان يستمر ولا يمكن للمراوغة والتسويف ان تستمر ، ولا يمكن الاعتماد على الحلفاء دوليين للابد لتمرير السياسات الاستيطانية والعنصرية ومقابل كل هذا ان تطلب علاقات طبيعية ومتميزة مع العالم  العربي والاسلامي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸