زلزال يصيب المجتمع الفلسطيني واهتزت له العرب من محيطه الى خليجه
بقلم مروان سلطان
لم يكن المجتمع الفلسطيني ليصدق ما نشرته وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في حادثة مقتل اب على يد ابنائه وعائلته. الحوادث باشكالها المختلفة وبما فيها القتل العمد تحدث ، وهذا قضاء وقدر.اما ان يكون الحدث متعمدا ويتم دفن الاب ويصب عليه الباطون المسلح ، كان بمثابة الصاعقة والزلزال الذي وقع على المجتمع الفلسطيني ومن سمع بالحادثة من العرب في محيطه الى خليجه.
العائلة المكونة من الاب والام والاولاد هي لبنة النسيج الاجتماعي في كل انحاء المعمورة. هذا باختلاف العادات والتقاليد لك مجتمع والتماسك الاسري في اي مكان كان. لكن في عالمنا العربي الذي يتمتع بايمانه ومعتقداته وقيمه المبنية على الفضائل التي حثت عليها الشرائع ، فهي علاقات تسودها الترابط الاسري والمحبة والمودة .
حدث ان مجموعة القيم التي بني عليها مجتمعنا الفلسطيني بدئت بالتاكل والاهتراء للاسف وظهرت على الملئ ظواهر اجتماعية بدئت تقلق المربين وهي التمرد على المجتمع وتسخيف كل تلك القيم التي عشنا وعاش عليها مجتمعنا.
هذه الظواهر بدئت تطفو على السطح بعد انتهت الانتفاضة الاولى وازدادت بعد الانتفاضة الثانية ومع الاجتياح الاسرائيلي في العام ٢٠٠٣ . دون ادنى شك كان للاحتلال الاسرائيلي اصابع عملت على تدمير القيم المجتمعية للشعب الفلسطيني ومنذ ذلك الوقت كثرت اعمال القتل وبرزت حجم السيارات غير القانونية في الشوارع الفلسطينية. كثير من الامور كانت في اطار التفاخر بين اطر الشباب وخاصة السيارات المسروقة من الداخل المحتل. ولعل ابرز ما برز وظهر تفتت العائلات ولم يصبح لها كبير يردع شرود الابناء والاحفاد. وقد تسبب هذا بضرب النسيج المجتمعي وقد ذهب ضحيته كثير من الافراد في اطار مشاكل عديمة القيمة وفي منتهى الصغر. لا يمكن لاي عاقل ان يصدق انها قد تسبب في صراع دموي. ومن اهم الاسباب هو سهولة اقتناء السلاح العائلات وخاصة كانت تلك التي تخضع لمناطق السيطرة الاسرائيلية. وهنا الاحتلال ميز بين سلاح المقاومة والسلاح الاخر الذي يستخدم لضرب النسيج المجتمعي، فعملت على مداهمة الاماكن التي تتبوء سلاح المقاومة وعززت من اقتناء السلاح السلبي الذي يدمر المجتمع الفلسطيني.
كان من المفترض من الحكام الاداريين جمع السلاح الذي يفتت النسيج المجتمعي الفلسطيني في اطار برامج تفاهم مع العائلات او اي طريقة اخرى خاصة ان المحافظين يتراسون المجالس المختلفة المدنية والاستشارية، والامنية. ولكن للاسف المحافظين لم يضعوا البرامج في موازنتهم لهذه المهام، الا في اطار الملاحقات الميدانية للامن الفلسطيني. والدليل ان استسهال اطلاق النار اصبح في مناطق تحت السيطرة الفلسطينية بينما يسود شريعة الغاب مناطق التي تحت الحماية الاسرائيلية. وشهدنا حوادث اعتداء ذهب ضحيتها قتلى وجرحى…. الخ من استعمال السلاح في ايدي هؤلاء الناس في جنين ونابلس ورام الله والخليل ومناطق اخرى.
من الطبيعي ان يحصل تغير في المجتمعات في ثقافتها وخاصة ان ادوات الغزو الفكري كبيرة وليست صغيرة، ضخامة هذه البرامج لم يوازيها برامج وطنية تعززها القيم التربوية والتعليمية والدينية، لقد اصابة الهزيمة تلك القيم في مقتل واظن ان القائمين لهذ البرامج لم ينبهوا الى التغيير المعياري في ضياع القيم عن شبابنا وفتياننا، بل ان هناك معايير الاستهزاء بالقيم التي ترفع من قيمة المجتمع.
ان اصابة اب في مقتل اوكثير من الاباء وان لم يموتوا مدعاة ان نشحذ الهمم الدينية والتربوية والتعليمية والثقافية للتصدي لما يهلك مجتمعنا ويفتت نسيجه.
- اسال وزارة الاوقاف بكل كوادرها اذا ما استهمت في التصدي للغزو الفكري؟
- اسال وزارة الثقافة عن برامجها في التصدي للغزو الفكري والثقافي؟
- اسال وزارة والتعليم اذا انتبهت ان العلم الفلسطيني في بعض مؤسساته التربوية ما زال مقلوبا او تم تجديد ما اهترىء منه.
- اسال وزارة التربية والتعليم كيف يقف الطلبة احتراما للسلام الوطني، في الطابور الصباحي؟. وهل يقف ابناؤنا للسلام الوطني اذا استمعوا له خارج الطابور الصباحي؟
وهنا لا بد ان نقول ان هذا المجتمع عندما يرى ان الفاسدين يبقون في مواقعهم وهم بالجرم المشهود فان ذلكم يعزز من السلبيات وتنخفض نسبة الرضى بين الناس للاداء .
لا بد من اعادة بناء القيم التي طالما افتخرنا ومنا جزءا لا يتجزء منها
هل سنبدء؟!.

تعليقات
إرسال تعليق