اللغز الغامض في مباحثات الهدنة في غزة

 اللغز الغامض في مباحثات الهدنة في غزة


بقلم مروان سلطان.    فلسطين

10.7.2024

———————

عندما تحدث الناطق باسم الجيش الاسرائيلي هجاري بان حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها هي كلمات لها ما ورائها ومغازلة وما يمكن نسميه اطراء غير معهودة لحركة حماس في ظل حرب ضروس تشن على الشعب الفلسطيني.  هي نفس التصريحات التي ادلى بها وزير خارجية الاردن معالي السيد ايمن الصفدي مع بداية الحرب على غزة مع اختلاف الاهداف التي قيلت من الجهتين فالسيد الصفدي تحدث بها وهو يعلم الهجمة التي تقودها اسرائيل للانتقام في حرب ضحاياها المدنيين باعتبار ان حماس هي فكرة مدنية وعقائدية يحملها كثير من المدنيين من اهالي غزة في حين ان هجاري تحدث بها بعد تسعة اشهر من الحرب وان الجيش الاسرائيلي لم يجد من يقتل ويفتك غير المدنيين الفلسطينين، الحديث بتلك الصورة هي المرة الاولى التي يتم الحديث بها بعد ان وصف قادة اسرائيل  بعد السابع من اكتوبر حماس ، والشعب الفلسطيني بالحيوانات والدواعش وغيرها من الالفاظ المسيئة للشعب الفلسطيني ، وتوعدوا غزة بالفناء. بعد تسعة اشهر من الحمم التي صبتها اسرائيل على سكان غزة وحجم الضحايا الكبير ولم يتم تحقيق اي من الاهداف الاسرائيلية "المعلنة وغير المعلنة" في الحرب على غزة، فقد بتنا نسمع لهجة جديدة من الجيش الاسرائيلي ، وحتى الولايات المتحدة في صيغة مخاطبة حماس بشكل معلن تحمل في لفظها الاطراء .

من الضروري التوضيح لمن يهمه الامر او يستقرئ من هم المسلمين ومن هم حماس فان الفلسطينين الملتزمين باداء المشاعر الاسلامية هم كاي شعب لديه قيم ومعتقدات كانت تمارس قبل نشوء حماس او غيرها من الاحزاب الدينية ليس بالضرورة هم من حركة الاخوان المسلمين او من اي حزب اسلامي اخر، وحماس جاءت كفكرة عقائدية اسلامية وانشات تجمع فكري اسلامي مدني ليسوس المجتمع المدني وهو جزء لا يتجزء من الاخوان المسلمين الممتد في جميع انحاء العالم ومن ثم انشئ ذراعا عسكريا اسمته القسام.

في اعتقادي الجازم ان اسرائيل والولايات المتحدة ، ودول اخرى في الحلف الاسرائيلي لم تغير موقفها الاستراتيجي من الجهاز العسكري من حركة حماس. بل كل هذه المنظومة تريد التخلص من الجهاز العسكري لحركة حماس بما يسمى " قوات القسام" والابقاء على الجهاز السياسي لحركة حماس وتفضل ايضا الابقاء على دمجه مع الفصائل الفلسطينية ، لدور قد تقوم به الحركة فيما يسمى باليوم الثاني على غزة.  الابقاء على حركة حماس السياسية ودورها في الانفصال عن الضفة الغربية بما يحقق هدف اسرائيل في منع اقامة الدولة الفلسطينية الذي تسعى اسرائيل الى تحقيقه.

لذا باعتقادي بان ما يدور من مباحثات في الدوحة حول الهدنة يحاكي ما تسعى اسرائيل الى تحقيقه من اهداف استراتيجية للحرب هو هذا اللغز الغامض في نجاح او فشل هذه المحادثات ، واهمها نزع سلاح حماس ، والحالة التي ستكون عليها الذراع العسكرية لحماس وقيادته بعد الحرب او ما يتم التوافق عليه في الدوحة، وادارة غزة بعد الحرب.

موضوع الرهائن الاسرائيلين كان ان اعلنت اسرائيل عن هدفها بشكل مباشر واولياتها  في عودتهم الى اسرائيل والى ذويهم ولكن في حقيقة الامر ووفق ما يجري على ارض الواقع فان اسرائيل لم يكن هدف اعادتهم اولوية رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو   وهي تعلم ان الهجوم العسكري قتل منهم الكثيرين وقد يقتل اخرين او تكون نهايتهم في احدى الغارات على غزة.  وان رئيس وزراء اسرائيل لم يابه لعودتهم الا في الاعلام الموجه لذوي المحتجزين،  بقدر الهدف الاستراتيجي للحرب وهو تفكيك قدرات حماس العسكرية ومهما طال الزمن، واعادة تحقيق الامن لاسرائيل بانهاء التهديدات القادمة من قطاع غزة، وترتيبات امنية اخرى. لذا فكلما اقتربت اسرائيل من تحقيق هدفها في مباحثات الهدنة، فان الحكومة الاسرائيلية تباشر بالاندماج بشكل فعال في تلك المباحثات. وكلما ابتعدت عن تحقيق الهدف تجد ان الوفد الاسرائيلي لا يتم ارساله الى المباحثات او تسحب منه صلاحيات المفاوضات ، ويعود الى اسرائيل وتتوقف هذه المباحثات. ومن الجانب الاخر فان حركة حماس تسعى وبكل جهد للبقاء في غزة ، وبسط حكمها عل القطاع ولو بالشراكة مع اخرين، وحتى دون  الذراع العسكري التابع لها.

في كلا الحالتين الاسرائيلية والحمساوية الذي يقع تحت الضغط هم الرهائن الموجودين لدى حركة حماس والسكان الفلسطينين في قطاع غزة وكلاهما لا حول لهم ولا قوة غير الانتظار لاتفاق قد ينهي معاناتهم. وبالتالي فان عدد من الرهائن قد قضى بنيران الجانب الاسرائيلي ، ام الضحايا والشهداء الفلسطينيين فهم ضحايا الضغط الذي تمارسه اسرائيل على حركة حماس حين تصب الحمم عليهم اثناء المفاوضات، وغيرها.

هذه الحرب التي تخوضها اسرائيل في قطاع غزة تتم وفق اعداداتها واهدافها هي حرب غير متكافئة  وتعلم ذلك اسرائيل وضحاياها هم المدنيين الفلسطينين وتتعمد اسرائيل زيادة في عدد الضحايا من المدنيين ولان يد الجيش الاسرائيلي لا تصل الى حركة حماس التي تقبع في انفاق معدة لمواجهة سلاح نووي ، بنيت بايدي خبراء من جهات دولية عديدة. الحقيقة التي يجب ان تاخذ بعين الاعتبار هو وقف المجازر التي تنصب على المدنيين ، ويجب ان لا يكونوا الهدف في لغة الخطابة  الضحايا المدنيين وخاصة الفلسطينين لان اعداد الضحايا فوق ما يتخيله اي البشر في حرب تدعي اسرائيل انها للقضاء على حركة حماس وفي الحقيقة انها لقتل المدنيين باسلحة فتاكة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸