اين توجد الفرصة الذهبية
اين توجد الفرصة الذهبية؟
بقلم مروان سلطان
المتابع للتصريحات للحكومة الاسرائيلية في الاونة الاخيرة تركيزها بشكل قوي لايجاد مدخل للعلاقات الاسرائيلية مع المملكة العربية السعودية، وتحدث اكثر من مسؤول اسرائيلي بما فيهم رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير خارجيته وقادة المخابرات عن اتصالات بين الجانبين تشعر المحيط ان هذه فتح اواصر هذه العلاقات قاب قوسين او ادنى.
بل ان الاعلام الاسرائيلي والامريكي ايضا يتحدث عن هذه العلاقات وانها مقدمة لانفراج في القضية الفلسطينية. CNN نشرت مقالا لاستاذ العلاقات الدولية في جامعة نيويورك الون بن مئير يتحدث عن الفرصة الذهبية للملكة العربية السعودية في تحقيق السلام بين الفلسطينين والاسرائيلين بعد ان يتم التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني. والمقال يسرد باهتمام بالغ عن الدور البارز والقيادي للملكة العربية العربية السعودية والدور الذي تتبوئه المملكة محليا واقليميا.
من الواضح ان دولة الكيان الصهيوني مستمرة في برامجها لتحقيق اهدافها مع الدول العربية وهناك دولا عربية فعلا قامت بالتطبيع وهي اصلا كانت تقيم هذه العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي من تحت الطاولة قبل ان تخرج الى العلن.
الحقيقة ان المملكة العربية السعودية كانت وما زالت تتبوء قيادة العالم الاسلامي ولها دور مميز مع العالم الاسلامي بحكم موقعها وقيادتها الدينية على المدى الطويل. وللملكة ايدي بيضاء في دعم الدول الفقيرة الاسلامية في مد يد العون لها والوقوف الى جانبها وتاييد قضاياها العادلة في الشؤون الدولية.
صاحب السمو الامير محمد بن سلمان حقيقة جاء بنظرة جديدة في علاقاتها الدولية ونهضة المملكة وادارة دفة موارد المملكة العربية السعودية وهذا الاستنهاض هو شئ واضح للعيان لكل المتابعين للشان السعودي والعربي في منطقة الشرق الاوسط. فالامير الشاب وضد علاقته مع دول العالم ونهض بالمملكة العربية السعودية في وجه جديد نال اعجاب العالم ، وهو يقود استثمارات تنموية محليا ودوليا جعل من المملكة محورا قياديا له وزنه في العالم.
لكن نعود الى الفرصة الذهبية في ظل حكومة التطرف التي يقودها بن غافير وسمورتش وغيرهما ويتحكمون بالحكومة الاسرائيلية في قلب النظام القضائي داخليا، واقامة دولة المستوطنين في الضفة الغربية.
ان الذي يسعى لتحقيق السلام يبذل الجهود من اجل ذلك ويهيئ المناخات لهذا الموضوع. اما المناخات السائدة في الاراضي الفلسطينية هي تعزيز الكراهية والعداوات بسبب السياسات التي تنهجها دولة الاحتلال في الاراضي الفلسطينية من اعمال القتل وتدمير البيوت ومصادرة الاراضي والتطهير العرقي والتميز العنصري …. الخ من الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية.
سياسات الاحتلال في الضفة الغربية اليوم وحصار قطاع غزة وما لحق القطاع من القتل والتدمير ايضا ليس يؤهل الاحتلال الى فرص ذهبية يمكن للملكة العربية السعودية ان تتورط فيها، ونحن لا نتكلم نيابة عن الاخوة في المملكة العربية السعودية ولكن نضع انفسنا مكانهم لنرى ونسمع مجريات الامور.
جمهورية مصر العربية وقعت على وثيقة سنة 1978 وكانت هناك ورقة تم التوقيع عليها التزام اسرائيل باعطاء الفلسطينين حقوقهم على حدود 1967. وكذلك اتفاقية وادي عربة التي وقع عليها الملك الراحل المغفور له الملك حسين. ولكن مع الاسف الشديد لم تحرك القضية قيد انملة بين الفلسطينين ونحن الان بعد 75 عاما من النكبة والصراع نعود الى المربع الاول.
اعتقد من الحكمة قبل صياغة اي من التطور في العلاقات العربية مع الاحتلال ، هو ان ينتهي الاحتلال ونحمي المبادرة العربية والتي هي سعودية الاصل اقرتها مؤتمر القمة العربية.
الدخول في اي نوع من العلاقات بين الدول العربية ودولة الاحتلال دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه وتقرير مصيرة هو الدخول في دوامة دون الوصول الى حل للقضية الفلسطينية.
في اعتقادي ان نتنياهو يرغب من خلال توقيع اتفاقية سلام مع المملكة العربية السعودية هو الحصول على الرضا الامريكي الذي تشوبه الغيوم بسبب التطرف الذي تتزعمه حكومته.
فهل من المجدي ان تقع المملكة العربية السعودية في فخ الحكومة المتطرفة.!

تعليقات
إرسال تعليق