نتنياهو يسير بخطى ثابتة نحو قدره المحتوم

نتنياهو يسير بخطى ثابته نحو قدره المحتوم


بقلم مروان سلطان.      فلسطين.       26.5.2024

——————————

بنيامين نتنياهو السياسي المخضرم والذي تعتبر فترة رئاسته من اطول الفترات في سدة الحكم،والمعروف عنه بالسياسي المحنك، اليوم هو يتلقى الصفعة تلو الاخرى ويسير بخطى حثيثة نحو قدره المحتوم.

تعتبر سياسة نتنياهو التي تنحرف باتجاه الاحزاب اليمنية، وهي الاحزاب التي اقلقت الراي العام المحلي الاسرائيلي ، واستهجان الراي العام الدولي ، واثارت من وتيرة العنف في المناطق الفلسطينية. فعندما شكل نتنياهو حكومته الاخيرة وكان من اعضائها بن غفير الذي يستوطن في مستوطنة كريات اربع، وسيمورتش ويستوطن مستوطنة كدوميم ويمثلان الصهيونية الدينية ويعتبران واخرين من المتطرفين الذين لا يحسنان العمل السياسي والعمل العام، ولكن بسب اتساع وقوة الحزب استطاع نتنياهو تشكيل هذه الحكومة في نهاية ديسمبر 2022، دون اي من الاحزاب الاخرى. وبسبب الافكار والسياسات التي يحملانها فقد مارسا اعمالا اثارت حفيظة المجتمع الدولي والاقليمي والفلسطيني. ولعل ابرز تصريحات هؤلاء الوزراء هي الدعوة الى محو حوارة من الوجود ، البلدة التي تقع على الشارع الرئيس بالقرب من نابلس. 

يقول مدير البحث الميداني في منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية كريم جبران، حول عنف المستوطنين بالقول إنه "عنف ممنهج يلعب دوراً رديفاً لدور الجيش والمنظومة القانونية الإسرائيلية"، ويوضح جبران أن "وراء عنف المستوطنين أهداف سياسية أوسع، تسعى لفرض المزيد من السيطرة على الأراضي بما فيها ضم وتهويد المنطقة ج، وتوسيع الاستيطان عبر ترحيل الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم وبناء بؤر استيطانية عليها وحصرهم في مناطق محددة".

وعلى صعيد اخر فان نتنياهو يواجه معضلة حقيقية مع المنظومة الامنية الاسرائيلية بخصوص المسؤولية عن احداث السابع من اكتوبر 2023. فهو يتهم المنظومة الامنية بمسؤوليتها بشكل خاص عن الاخفاق في احداث السابع من اكتوبر ويعفي نفسه من المسؤولية، وبالرغم من ان الاجهزة الامنية تشير الى مسؤولية نتنياهو ، عن تلك الاحداث وسياسته التي ادت الى انفجار الوضع الامني على الحدود مع غزة ولبنان والعراق واليمن وايران. والصراع يحتدم وما يعيق الانفجار في وجه نتنياهو هو الحرب على غزة ، حيث تصمت الاصوات في اوقات الحرب ولكن الانفجار ات لا محالة اتية.

ومن جهة اخرى فان نتنياهو يواجه ازمة خانقة مع الرئيس الامريكي جو بايدن الذي يعتبر ان ادارة نتنياهو للحرب في غزة اججت الاحتجاجات الطلابية ، والمؤسسات النقابية وغيرها التي اججت الشارع الامريكي الذي يعتبر ان الرئيس بايدن شخصيا شريك في تلك الحرب على غزة وتسببت بجرائم حرب، وابادة جماعية  ، في وقت يحتاج الرئيس الامريكي الى مسك زمام الامور امام انتخابات قادمة مع نهاية هذا العام .

وعلاوة على ما سبق، فان نتنياهو تلقى صفعة من محكمة العدل الدولية واخرى من محكمة الجنايات الدولية، الاولى عندما اقرت محكمة الجنايات الدولية بوجود شبهة بارتكاب جرائم حرب ، وضرورة وقف هذه الجرائم، والثانية عندما طلبت محكمة العدل الدولية وقف الهجوم على رفح .وكان مدعي عام الجنائية الدولية قد طالب من المحكمة اصدار مذكرات اعتقال لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنجامين نتنياهو ورئيس الاركان الاسرائيلي بتهم الابادة الجماعية. 

قد لا يحدث ان يتم اعتقال القادة الاسرائيلين ، وقرارت المحاكم الدولية ان تنفذ لكن لا يمكن لاسرائيل ولا لغيرها ان تتجاهل مثل هذه القرارات التي تعتبر مرجعية بشان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

ونتنياهو هو اليوم شخصيا يواجه اهالي ما يسمى المختطفين الاسرائيلين لدى حركة حماس ، الذين عبروا عن استيائهم بسبب تلكوء نتنياهو عقد صفقة مع حركة حماس للافراج عن الرهائن الاسرائيليين والاسرى الفلسطينيين، وهذه الموجة تتدحرج وتكبر مثل كرة الثلج، في الشارع الاسرائيلي الذي بات مؤرقا لنتنياهو ، واصبحت تطالب باستقالته واجراء انتخابات جديدة للكنيست. 

هذه القضايا وغيرها تسير في الحكومة الاسرائيلية نحو الاستقالة واجراء انتخابات جديدة ، وان حظوظ اليمين الاسرائيلي بالفوز ضعيفة وفق استطلاعات الراي التي اجريت في اسرائيل. ولا شك ان هذا التغير يحظى بالدعم الامريكي الذي يعمل بشكل حثيث لاجراء هذا التغير. الحكومة الحالية والتي اضحت مطاردة من المحاكم الدولية ، واستياء المجتمع المحلي والدولي من الجرائم التي ترتكب في غزة. 

ومع كل هذه القضايا التي تنهي حكومة اليمين الاسرائيلي عن الحكم فان نتنياهو سيواجه ايضا القضايا التي تلاحقه في المحاكم الاسرائيلية. وهذا يدل على الفشل الذي يلاحق هذه الحكومة وسياستها، التي وصمت اسرائيل بالعنصرية والمذابح والعنجهية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرئيس ابو مازن كال الصاع صاعين لنتنياهو في محاولة منعه زيارة سوريا ، والزيارة تمت وفق الوقت والاهداف المرسومة. بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸

مؤتمر الدوحة خنجر مسموم في خاصرة الشرعية الفلسطينية وانقلاب اسود في تاريخ المشاركين مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸.

ليس تبريرا ولكن حزنا وكمدا على غزة واهلها كانت كلمات الرئيس عباس الى حماس بفلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸