العرض الاسرائيلي للهدنة يوحي بالمستوى المتدني للمفاوضات وعبثيتها وماض في تنفيذ اهدافه في غزة
العرض الاسرائيلي للهدنة يوحي بالمستوى المتدني للمفاوضات وعبثيتها وماض في تنفيذ اهدافه في غزة.
بقلم مروان سلطان. فلسطين
23.3.2024
—————————
قدمت اسرائيل في اليوم المائة والسبعين على الحرب على غزة ردها على اتفاق الهدنة، واقتراح حركة ح م اs المكون من ثلاثة مراحل هي ادخال المساعدات الانسانية، والافراج عن الاسرى من الجانبين ومن ثم وقف اطلاق النار والبدء في اعمار غزة ٠ فقد جاء بالعرض :
ان إسرائيل وافقت خلال المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، على عودة 2000 غزي يوميا إلى شمال قطاع غزة، بعد أسبوعين من بدء تنفيذ الصفقة.
رفضت اسرائيل طلب حركة حما.س إطلاق سراح 30 سجينًا مؤبدًا مقابل كل جندية، وعرضت إطلاق سراح خمسة أسرى تحددهم هي.
ومقابل إطلاق سراح الأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط واعتقلتهم مرة أخرى، طلبت إسرائيل إطلاق سراح جثتي هدار غولدين وشاؤول أرون.
هذا الرد الاسرائيلي يشير الى اللامبالاة وعدم جدية اسرائيل في تحقيق هدنة ووقف معاناة اهالي غزة جراء الحرب البشعة التي يشنها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة. وفي ذات الوقت فان طرح حركة حماS تتجاهل صلب الموقف الاسرائيلي منها ومن استمرار وجودها في غزة وخاصة فيما عدى تبادل الاسرى بين الطرفين. الموقف الاسرائيل بات واضحا هو احتلال غزة لسنوات طويلة واعادة صياغة ادارة غزة وفق مرئياتها بعيدا عن حماس او م ت ف.
الحقيقة ان الجيش الاسرائيلي لا يواجه جيشا منظم ومدرب في غزة، الجيش الاسرائيلي في ساحة العمليات التي يعمل بها باستخدام احدث الاسلحة والمدرعات وكل العتاد العسكري في الوسط المدني الفلسطيني ، فهو يقتحم الاحياء ويمعن في هدم الابنية سواء بالطائرات الحربية او باستخدام الديناميت لهدم المباني التي يتم هدمها. حجم النيران وكثافتها ونوعيتها التي تستخدم في غزة امر مبالغ فيه لسبب بسيط ان هذا الاستعمال يقع في الحقل المدني وليس الميدان العسكري ، مما سبب بضحايا وخسائر في الطرف المدني الفلسطيني.
وهذا يعني ان الجيش الاسرائيلي يعمل باريحية تامة بالرغم من بعض الخسائر البشرية والمادية التي تلحق بافراده ومعداته، فنسبة الخسائر الفلسطينية البشرية لا تقارن مع مثيلتها في الجيش الاسرائيلي. اليوم تجاوز عدد الشhداء ثلاثة وثلاثون الفا من المدنيين الفلسطينين اما المفقودين فيتجاوز العشرة الاف مواطن %70 من الضحايا هم الاطفال والنساء, اضف الى ذلك ان عد الجرحى قد وصل الى ما يربو على سبعون الفا عدى عن المعاقين الذين نرى جيلا كاملا قد فقد اطرافه و اكثر من %60 من مباني قطاع غزة قد تم تدميرها. وتم مسح المرافق المدنية تماما كالجامعات وتم مهاجمة المستشفيات التي تعمل بطاقة متدنية جدا ، ولا يتوفر خدمات طبية تتناسب والعلاجات المطلوبة. اما الحصار الغذائي فان غزة تعاني اليوم من المجاعة التي اخذت تفتك بالمدنيين في قطاع غزة.
ما عرف بمصطلح مجزرة الطحين التي حدثت في دوار النابلسي في شارع الرشيد، وشارع الكويت تعتبر من ابشع العمليات العسكرية في التاريخ التي استهدفت المدنين الذين جاءوا للحصول على بعض الطحين من المساعدات التي توزع في غزة على النازحين وكان ضحيته مئات الضحايا الذين سقطوا من اجل الحصول على قوت يومهم من الطحين فكان الثمن دما.
بلغ عدد النازحين حوالي اثنين مليون شخص هجروا من ديارهم التي اصبحت ردما. هذا يدل على حجم المعاناة في قطاع غزة، فكيف لجيش مدجج بالسلاح والعتاد وساحته للعمليات هي بين المدنيين الفلسطينين، لذا لا تشعر اسرائيل ولو لمرة واحدة انها بحاجة وقف اطلاق النار واخراج جيشها من غزة. ولا ابالغ اذا ما قلت ان اسرائيل هي في بداية برنامجها العدواني على قطاع غزة والذي يهدف اساسا لفصل الضفة عن غزة.
هذا كله يعني ان اسرائيل في ظل حكومة يمينية متطرفة وعدم وجود ما يردعها ما الذي يجبرها الى عرض وقف لاطلاق النار، وما الذي يجبرها على قبول هدنة ، او عرض صفقة دون وجود ضغوطات ملفتة للانتباه تؤدي الى اجبارها لوقف النار وخاصة ان المعارك المحتدمة تكاد تكون انتهت وان المقاومة يبدو انها اوقفت المواجهات لسبب او اخر او على الاقل للحفاظ على قوة الحركة لمرحلة ما غير هذه المرحلة، التي اصبح الجيش الاسرائيلي يتحرك بقطاع غزة بحرية تامة.
كل هؤلاء الذين يمانعون على استيحاء اقتحام الجيش الاسرائيلي لمدينة رفح حيث يتواجد بها اكثر من مليون وربع نازح فلسطيني ، هم فقط محاولة منهم للافلات من المسؤولية من المجازر التي من المتوقع ان تحدث حال الهجوم على رفح بوجود تلك الاعداد من المدنين الفلسطيني.
كل هذا يعني ان الاحتلال الاسرائيلي ماض في خططه للامعان في ارتكاب جرائم الحرب دون الشعور بالذنب او الملاحقة من اي جهة كانت. ماض في تدمير غزة وتهجير اهلها . وان كان هذا الرد يعرقل اي اتفاق ممكن فان ما تمارسه اسرائيل هو ابتزاز سياسي ، لا يمكن ان يتم التوافق فيه الا من خلال الضغوط السائدة من عدة اطراف اهمها الشارع الاسرائيلي الذي يضغط باتجاه القبول بهدنة تتضمن الافراج عن الاسرى، بالاضافة الى اية ضغوط دولية اخرى.
تعليقات
إرسال تعليق